حول فتوى اللجنة الدائمة في التعاون مع الإخوان المسلمين ..
الزيارات:
4870 زائراً .
تاريخ إضافته:
19 صفر 1435هـ
نص السؤال:
قرأنا في فتاوى اللجنة الدائمة إجابة عن سؤال برقم ( 6250 ) التالي : أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق وأحرصها على تطبيقه أهل السنة وهم أهل الحديث وجماعة أنصار السنة ثم الإخوان المسلمون ، وبالجملة فكل فرقة من هؤلاء فيها خطأ وصواب فعليك بالتعاون معها فيما عندها من الصواب ، واجتناب فيما وقعت فيه من أخطاء مع التناصح على البر والتقوى فما تقولون في هذا ؟
هذا باطل ، وهؤلاء ما عرفوا الإخوان المفلسين ، فاريد منهم أن يسألوا عن منبع الإخوان المفلسين كيف تعاونوا مع حزب الوفد العلماني بمصر ، وحرب العمل الاشتراكي ، ثم الآن ميثاق الشرف في اليمن مع عشرة أحزاب بعضها ملحدة ألا يتكلم بعضهم في بعض ، والتنسيق مع البعثيين والناصريين ، والتعاون الآن مع الاشتراكيين .
فأقول : إن هؤلاء ما عرفوا الإخوان المفلسين ، والإخوان المفلسين بالسعودية ليسوا كالإخوان المفلسين في مصر وفي اليمن وفي سوريا والسودان ، لأن عندهم عقيدة ، لكن قوانين الإخوان المسلمين تحكم ، فيجب على الإخوان المفلسين أن يتقوا الله سبحانه وتعالى ويرجعوا إلى أهل السنة ، فماذا يتنازل عنه أهل السنة من أجل أن يكسب الإخوان المفلسين ؟ هل يتنازلون عن النهي عن التمسح بأتربة الموتى ، وعن النهي عن دعاء غير الله ، وعن النهي عن التصوف المبتدع ، وعن التشيع المبتدع .
فأين من يقول نحن نرحب بالديمقراطية ، مع من يقول : الديمقراطية كفر ، ومن يقول : نحن نقتحم الانتخابات ، مع من يقول : الانتخابات طاغوتية ، لأن فيها مساومة بالإسلام ، ولأن فيها تسوية الرجل الصالح بالفاسق ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ " [السجدة : 18] ، ولأن فيها تسوية الرجل بالمرأة ، ورب العزة يقول : " وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى " [آل عمران : 36] ، ففرق كبير وظلم أن يقال لأهل السنة : تنازلوا واسكتوا عن الأقدام النجسة أقدام الشوعيين والبعثيين والناصريين التي على بلدنا الطيبة الطاهرة ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لا يجتمع دينان في جزيرة العرب " ، ويقول : " أخرجوا اليهود من جزيرة العرب " ، ونحن نقول : هؤلاء إخواننا وهؤلاء وهؤلاء ، فيجب على الإخوان المفلسين أن يتوبوا إلى الله وأن يرجعوا إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وأن يحكموا كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
من فضل الله على أهل السنة أنهم لا يبالون بمن خالفهم إذا كان على باطل ، بل يتكلمون بالحق فمن رضي فله الرضا ، ومن غضب فغضبه على نفسه ، والحمد لله الذي هيأ لنا هذا المكان نقول منه كلمة الحق .