قال شارح < الطحاوية > في ( ص457 ) في وصول القراءة للميت : وليس كون السلف لم يفعلوه حجه في عدم الوصول - أي : الأجر والثواب - ، وقال : أي فرق بين وصول ثواب الصوم الذي هو مجرد نية وإمساك ، وبين وصول ثواب القراءة والذكر ، فما رأيكم في تلك القاعدة وهذا الحكم ؟
الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى " ، وقد مات على عهد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بنتا رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وعثمان بن مظغون وحمزة وجماعة من الصحابة فلم ينقل أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أمرهم أن يقرءوا على ذلك الشخص .
وأما الصيام فقد ورد النص ، فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من مات وعليه صوم صام عنه وليه " .
ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو ولد صالح يدعو له ، أو علم ينتفع به " .
والآية : " وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى " مخصصة من نحو سبعة وعشرين وجهاً نقله صاحب < حاشية الجمل على تفسير الجلالين > ويقول : إنه نقله من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى .
فالصحيح أنه لا يصل إليه إلا ما خصه الدليل ، كالحج والصلاة على الميت ، والصدقة على الميت والصوم ، والدعاء ، والاستغفار .
وأما حديث : " اقرءوا على موتاكم يس " فإنه حديث ضعيف ، لأنه من طريق أبي عثمان وليس بالنهدي يرويه عن أبيه وهو مجهول ، ففيه ضعف واضطراب كما حكاه الشوكاني في < نيل الأوطار > .