أخرج اللالكائي حديث أبي أمامة في الاشتراط وقال في آخره في تفسير ونعت الفرقة الناجية " السواد الأعظم " فمامعناه ، وقد أورد الشاطبي في ( الإعتصام ) الأثر في موضعين في ( ج1 ص 71 ) من طبعة سليم الهلالي ، وذكر في الموضع الثاني تكملة وهي : قلت : يا ابا أمامة ألا ترى ما فعلوا قال : عليه ما حمل وعليكم ما حملتم فما معناه ؟
أما السواد الأعظم فالمراد به أهل الحق ، فقد سئل عبدالله بن المبارك رحمه الله تعالى عن الجماعة فقال : هم الحسين بن واقد ، ومحمد بن ثابت ، ومحمد بن ميمون ، وأبو حمزة السكري ، فالمراد بهم أهل الحق وإن كان واحداً كما قال الأوزاعي رحمه الله : عليك بالسنة ، وإن رفضك الناس ، وإياك والبدعة وإن زخرفها الناس لك .
وأما قول أبي أمامة : عليه ما حُمل - أي الحاكم - وعليكم ما حملتم ، فكلام حق .
روى البخاري ومسلم في ( صحيحيهما ) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها " ، فقالوا : فما تأمرنا يا رسول الله ؟ قال : " أدوا الحق الذي عليكم ، وأسألوا الله الحق الذي لكم " .
وفي حدث أبي هريرة المتفق عليه أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " إن بني إسرائيل كانت تسوسهم أنبياؤهم ، كلما هلم نبي خلفه نبي ، وإنه لا نبي بعدي ، وإنه سيأتي بعدي خلفاء فيكثرون " قالوا : فما تأمرنا يا رسول الله ؟ قال : " فوا ببيعة الأول فالأول " ، قالوا : أفلا ننابذهم يا رسول الله ؟ قال : " لا " ، ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق بينكم فاضربوا عنقه كائناً من كان " .
فنحن مأمورون بالصبر على أئمة الجور لما يؤدي الخروج عليهم من سفك الدماء ، ومن الفتن ومن شيئ أعظم في هذا الزمان وهو أن يثب على الكرسي بعثي أو ناصري أو علماني ، فتسفك دماء المسلمين ثم تأتي الدولارات الأمريكية لنا بممسوخ على الكرسي .
فعلى أهل العلم أن يبينوا الحق ، ويبتعدوا أن يكونوا رءوس فتن ودعاة فتن .