نعم المثبت مقدم على النافي، بقي أن ترجع إلى الحديث الذي رواه ذلك الصحابي ، فربما يكونون معتمدين على حديث ضعيف، وبذلك الحديث الضعيف الذي لا يرتقي إلى الحجية أثبتوا صحبة الصحابي ، ففي هذا يتوقف فيه.
وتثبت صحبة الصـحابي بالاستفاضة وبالشـهرة وبقوله: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وإن كانت شهادة له بالتزكية وبشرف الصحبة إذا كان مما يُجّوز ، لأنه لو ادعى الصحبة بعد مائة سنة فقد قال العلماء : لا تثبت لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لا يأتي على الأرض مائة سنة وعلى الارض نفس منفوسة " .
أي ممن هو عليها في ذلك الوقت، ومن ثم ادعى بعضهم الصحبة والعلماء يردون دعواه ، فمن الأمثلة على هذا أن رتـناً الهندي ادعى الصحبة بعد ستمائة سنة ، فقال الذهبي في < ميزان الاعتدال > : رتن وما رتن ؟ دجال من الدجاجلة ادعى الصحبة بعد ستمائة سنة .
فالمهم أن تنظر الحديث الذي رواه ، والذي أثبتوا صحبته، فربما يكون ضعيفاً ، فعلى هذا لا تثبت صحبته وإلا فالمثبت مقدم على النافي.
-------------
من كتاب : ( غارة الأشرطة 2 / 63 - 64 ) .