هذا القائل لولا أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لا يعذب بالنار إلا رب النار " لقنا : إن الأولى بالتحريق هو هذا المفتي الجائر ، وأنا أخشى أن يطمس الله بصيرته وأن يحرمه العلم النافع ، لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عند أن بلغه أن كسرى مزق رسالته إليه قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " مزق الله ملكه " ، فاستجاب الله الدعوة النبوية .
ففيه من الفوائد التي لو اجتمع علماء العصر كلهم لما استطاعوا أن يجمعوا تلك الفوائد ، على أن فيه بعض الأحاديث التي يذكرها وقد التزم ألا يسكت إلا عن حديث حسن فربما تكون ضعيفة ، وقد قام أخونا في الله أبو الحسن مصطفى المصري حفظه الله بتتبع هذا ، وقد انتهى من المجلد الأول من مجلدات < فتح الباري > .
فهذا أمر طيب أن يتعقب الحافظ فيما أخطأ فيه فقد تعقب في أخطائه فيما يتعلق بالعقيدة ، الأخ أبو الحسن يتعقبه فيما يتعلق بعلم الحديث .
وتكملة النقص مطلوبة ، فلسنا نقول : إنه معصوم وأنه لا يخطئ ، لكننا نقول : إن < فتح الباري > خزانة علم ومكتبة ، ولا ينبغي أن يجادل في هذا .