حديث المجدد في < سنن أبي داود > وفيه كلام ، من أجل هذا فأنا لم أكتبه في < الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين > ولا أقول : إنه ضعيف .
فيشترط أن يكون مستقيماً ، وأن يكون عالماً ، ولا يلزم أن يكون واحداً لأن ( من ) في اللغة العربية تصدق على الواحد وعلى المثنى وعلى الجمع ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها " .
لكن المجدد لا يكون صوفياً ، فهو يجدد الضلال ، ولا يكون شيعياً ، فهو يجدد الضلال ، بل المجدد يكون متمسكاً بكتاب الله وبسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ومن أهل السنة .
هنا نزاع هل حسن البنا مجدد أم لا ؟ وقد كنت قبل تعجبني دعوته ورسائله حتى كتب فيه ، فإذا هو صوفي يأتي بالمتناقضات ، فمثل هذا لا يجوز أن يطلق عليه بأنه مجدد ، والذي يقول : إنه مجدد لا نهجره ولا نبتعد عنه ، بل نعطيه الكتب التي كتبت في حسن البنا وأنه يدعو إلى التقريب بين الشيعة وأهل السنة ، وأنه يقول : دعوتنا صوفية سلفية ، وأنه يقول : ينبغي للحكومة أن تأخذ من أموال الأغنياء فترده على الفقراء حتى يكبر الشعب وتعاوض الأغنياء بما هو أجدى عليهم ، ومثل هذه الأشياء التي تعتبر تمهيداً للاشتراكية .
فلا ينبغي أن نعجل ، فإذا كنا إلى قبل أيام نظنه مجدداً فلا ينبغي أن نعجل على من زلت قدمه ، وقال : إنه مجدد حتى نعذر ونعطيه الكتب التي كتبت ، والعلماء هم الذين لهم حق القول بأن فلاناً مجدد ، أما الجهال فهم أتباع كل ناعق ، وعند أن خرج قارون في زينته ماذا قال الجهال ؟ : " يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ " [القصص : 79] ، فالعلماء أهل البصيرة هم الذين لهم الحق أن يحكموا على الشخص بأنه مجدد .
وبحمد الله فالمجددون في هذا الزمن هم من أمثال الشيخ الألباني ، والشيخ ابن باز ، ومن كان على شاكلتهما حفظهما الله ، نرجو ولا نزكيهم على الله تعالى أن يكونوا من المجددين .