حديث عبدالله بن عمر وحديث غيره جمع من الصحابة : " إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه " ، وعائشة تنكر ذلك وتقول : قال الله سبحانه وتعالى : " ولا تزر وازرة وزر أخرى " ، وتقول : إنما قاله النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في يهودي ؛ فقد مر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وأهله يبكون عليه فقال : " إنهم ليبكون عليه ، وإنه ليعذب في قبره " ، ولكن الصحابة الذين سمعوا من النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أولى ممن نفى .
وتأويل الحديث على أنه إذا أمر أهله أن ينوحوا عليه كما كان أهل الجاهلية يقولون ذلك ، كما قال قائلهم :
إذا مت فابكيني بما أنا أهله ***** وشقي عليَّ الجيب يا أم معبدِ
أو أنه فرط في تعليمهم ، ولم ينههم عن ذلك ، فالحديث ثابت وليس لقول عائشة في رده مجال .