نرجو أن توضحو لنا وقت العشاء الذي يجوز لنا أن نبتدئ به صلاة العشاء لأن بعض الإخوة يتحرجون من الصلاة مع الناس إذا لم يتموا ساعة فرق مابين المغرب والعشاء ؟
هذه من المصائب التي ابتلي بها اليمنيون ، جهلٌ ووراثة سيئة ورثناها عن آبائنا وأجدادنا ، أنهم كانوا رحمهم الله يؤذنون لصلاة المغرب ثم يقوم أحدهم ويركع ركعتين ، وبعد أن يركع ركعتين يقيمون صلاة العشاء .
وراثة سيئة مخالفة لكتاب الله ولسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول الله سبحانه وتعالى : " إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً " [النساء : 103] .
ونزل جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ليعلمه الأوقات ، فصلى به الظهر بعد زوال الشمس ، وصلى به العصر حين صار مصير ظل الشيئ مثله ، وصلى به المغرب حين غربت الشمس ، وصلى به العشاء حين ذهب الشفق ، وصلى به الفجر حين طلع الفجر ، ثم جاءه اليوم الثاني ، وصلى به الظهر حين صار مصير ظل الشيئ مثله ، وصلى به العصر حين صار مصير ظل الشيئ مثليه ، وصلى به المغرب في وقته ، وفي حديث آخر : صلى به المغرب قبل ذهاب الشفق ، أي أخره ، وصلى به العشاء فأخرها ، وصلى به الفجر فأسفر جداً ، ثم قال : يا محمد الصلاة ما بين هذين الوقتين . فهذه هي سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
ونبينا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - سئل كما في حديث ابن مسعود كما في الصحيحين : أي الأعمال أفضل ؟ ، فقال : " الصلاة لوقتها " .
فالصلاة لوقتها تعتبر من أفضل الأعمال .
أما هل الوقت ودخول العشاء يكون لساعة ونصف أم يكون لساعة أو لساعة إلا ربع أو نصف ساعة ، قبل هذا ينبغي أن يعلم أنه كلما تأخروا في صلاة العشاء كان أفضل ؛ فقد أخر ذات ليلة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - حتى نان النساء والصبيان ؛ فذهب عمر ، وقال : يا رسول الله نام النساء والصبيان ؛ فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " إنه لوقتها المختار لولا أن أشق على أمتي " ، وفي بعض الروايات أنه أخر إلى ثلث الليل .
أما أول الوقت فهي مسألة نظرية يشترك فيها العالم والجاهل ، فإذا ذهب الشفق فقد دخل وقت العشاء ، ولعله يذهب في ساعة إلا ربع ، وكما قلت لإخواننا في الله : المسألة نظرية ، ممكن أن تخرج من الكهرباء إلى صحراء وتنظر ذهاب الشفق أيكون قد ذهب لساعة إلا ربع فساعة إلا ربع ، أم لساعة فساعة ، أو أقل أو أكثر ، والذي يظهر لي أنه يذهب لساعة إلا ربع .
وأما كون الوقت يختلف هاهنا وفي السعودية فلا ، الوقت واحد ، وإن اختلف في الرياض بيننا وبين مكة نحو عشر دقائق الأمر الذي أفتى به الشيخ ، هو إن كان قال ساعة عندهم ؛ فهو كذلك ساعة عندنا إلا أن هذه الفتوى محتاجة إلا نظر ، كما قلت لكم : إنها مسألة نظرية فيمكنك أيها السائل أن تخرج إلى صحراء ليس فيها كهرباء وأن تنظر أيذهب الشفق لساعة إلا ربع ، والذي يظهر لي أنه يذهب لساعة إلا ربع ، لكن لست مكلفاً بما اقوله ولا ملزماً بما أقوله ، لأن المسألة نظرية يشترك فيها العالم والجاهل والحمدلله .
----------------
راجع كتاب : ( إجابة السائل ص 62 إلى 64 )