في بعض كتب العقيدة جملة : أي صفة في الإنسان تعتبر صفة كمال فالله أولى بها ، وأي صفة نقص في الإنسان تعتبر صفة نقص فالله أولى بالتنزه عنها ، فهل هذه الجملة صواب ، وإذا كان نعم هل تتفق مع قاعدة : لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله ، وصفة العقل كمال هل يوصف بها الله ، والكبر صفة نقص هل ينزه الله عنها ؟
لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه ، وهذه العبارة لعلها من عبارات أهلا الكلام حتى وإن استعملها بعض أهل السنة ، فنحن نتوقف فيما لم يصف الله سبحانه وتعالى نفسه ولسنا مفوضين في هذا الأمر : " وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " [الأعراف : 180] .
فالقول الأخير هو الصواب ، وهو أننا لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه ، ولا نكيّف ولا نستحسن .