معناه : الإغراء والحث على التمسك بسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وهي تشمل طريقته : كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، والمراد يسنة الخلفاء الراشدين : سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - التي كان يعمل بها في زمن الخلفاء الراشدين .
فأبو بكر بن خزيمة ويحيى بن آدم يقولان : لا سنة لأحد مع رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إنما كان يقال : سنة أبي بكر وعمر بمعنى أنه يعمل بهذه السنة في زمن أبي بكر وعمر ، وهكذا ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه < القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة > .
وإذا قال قائل : سنة الخلفاء الراشدين ، فأحسن من تكلم على هذا أبو محمد بن حزم رحمه الله في كتابه < إحكام الأحكام > فقال : إما أن نأخذ بسنن الخلفاء الراشدين كلها وهذا لا سبيل إليه ، وإما أن نرد سنن الخلفاء الراشدين كلها وهذا ضلال مبين لأن من سننهم ما هو موافق لسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وإما أن نأخذ من سننهم ما كان موافقاً لسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، قال : وهذا هو قولنا .
فليس لأحد سنة مع رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وقد نزل في شأن أبي بكر وعمر عتاب لهما : فعند أن قدم وفد بني تيم قال أبو بكر : يا رسول الله ! أمّر فلاناً ، وقال عمر : يا رسول الله ! أمّر فلاناً لرجل آخر غير الذي اختاره أبو بكر ، فقال أبو بكر لعمر : ما أردت إلا خلافي ، قال عمر : ما أردت خلافك ، فارتفعت أصواتهما حتى أنزل الله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ " .
ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ " .
والخلفاء الراشدون يحمل على الخلفاء الأربعة وعمر بن عبدالعزيز ، أما الصنعاني في كتابه < سبل السلام > في الكلام على الصلاة على النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -يقول : إنه يشمل كل خليفة راشد ، وكلامه قريب من الصواب ، لكن يشكل على قول الصنعاني : " الخلافة ثلاثون عاماً ، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء " .