الذي ننصح به إخواننا المسلمين ، ولنا نصائح بحمد الله في < الفواكه الجنية > وفي < المخرج من الفتنة > وفي كتب أخرى ننصحهم أن يبتعدوا عن هذه الفكرة وألا يجالسوهم وأن يدعوهم إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وليس لهم إلا الدعوة والإعراض عنهم .
جماعة التكفير لا تظنوا أن أمرهم سهل ، والله لو تمكنوا لذبحونا وذبحوا المسلمين ذبحاً ذريعاً ، عندهم كما قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " يقتلون أهل الإيمان ويتركون أهل الأوثان " ، وأخبر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بأنهم يمرقون من الدين كما تمرق السهم من الرمية ، ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " الخوارج كلاب أهل النار " من حديث أبي أمامة ومن حديث عبدالله بن أبي أوفى .
فينبغي أن يبتعد عنهم ، وأنا لا أنصح بكثرة مجادلتهم فإنهم يأبون أن يرجعوا ، ولكن بالإعراض عنهم ، وبتنفير الناس عنهم ، وبيان ما هم عليه من الضلال ، وما جاء في ذم الخوارج من الأدلة عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وسيرجعون اليوم أو غداً ، وبحمد الله قد رجع كثيرٌ منهم إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
فهؤلاء يجب أن يبتعد عنهم ، لهم شبهات لا مجال لذكرها ، وقد ذكرناها في بعض كتبنا مثل : أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن " طيب هذا وماذا تقولون في حديث أبي ذر الذي فيه : " من قال : لا إله إلا الله دخل الجنة " أو بهذا المعنى ، فقال أبو ذر : وإن سرق وإن زنى يا رسول الله ؟ ، قال : " وإن سرق وإن زنى " ، قال : وإن سرق وإن زنى يا رسول الله ؟ ، قال : " وإن سرق وإن زنى " ، قال : وإن سرق وإن زنى يا رسول الله ؟ ، قال : " وإن سرق وإن زنى وإن شرب الخمر وعلى رغم أنف أبي ذر " ، فكان أبو ذر يحدث به ويقول : وعلى رغم أنف أبي ذر ، فهل تأخذون بهذا الحديث وتتركون هذا؟! ، أما أهل العلم فإنهم لا يخرجونه من الإيمان ويجمعون بين هذا الحديث وهذا ، قيل : إن الإيمان يرتفع على رأسه كالظلة ، وهذا موجود في < سنن أبي داود > فإذا أقلع رجع إليه الإيمان ، أي في وقت الفعل ، وقيل : لا يؤمن كامل الإيمان الإيمان الواجب ، وهو صحيح مرتكب لكبيرة لكن لا نستطيع أن نخرجه من الدين : " إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ " [النساء:48] .
فالجدال معهم لا يجدي ، أحسن شيئٍ أن ينفر عنهم المسلمون ، وحتى تبيلغ الحكومة لا ينبغي إلا لأمرِ ضروري أن تبلغ عنهم الحكومة ، لأن الحكومات لا تؤاخذ الناس بقدر ذنبه فقط ، تتجاوز في ظلمه ، فلا نحب أن نكون سبباً في ظلم أحد والله المستعان .