نعم من خصال الجاهلية الحديثة ، لأننا قلنا في تعريف الجاهلية : إنه ما خالف الكتاب والسنة ، فمن خصال الجاهلية الحديثة المغالاة في المهور ، هذا إذا كان يجحف بالزوج ، أما إذا كان الزوج مستعصياً وأعطى من نفسه ولو يعطى مليوناً لا بأس بذلك ، والله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً * وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض "
وشاهدنا من هذا قوله : " وآتيتم إحداهن قنطاراً " فلو كان موسراً وأحب أن يعطي فلا بأس ، أما أن يأتي المسلم ويقال له : لا نزوجك حتى تدفع ثلاثمائة ألف أو تدفع كذا وكذا ، فهذه من خصال الجاهلية ، وهذه إساءة إلى المرأة ، وإساءة إلى الخاطب ، فإن المسكين ينزل ابنته منزلة النعجة ، فلا ينظر للكفء الديني ، ولا للكفء الدنيوي ، فربما يكون خماراً ثم يقتلها بعد أيام لأنه خمار .
فغلاء المهور يعتبر إساءة إلى الدين ، وإساءة إلى المرأة ، وإساءة إلى الخاطب .