الذي يكفر المجتمع الذي نعيش فيه فهو خارجي ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أخبر عن الخوارج أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، وأنهم كلاب أهل النار ، وقد ورثهم جماعة شكري مصطفى ثم انتشرت ، فلا يزال في بلد الإسلام طائفة تقوم بما أوجب الله عليها ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله " .
ولسنا ندافع عمن استحق الكفر ، لكن عن المسلم الذي نهيت عن تكفيره ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من قال لأخيه : يا كافر فإن كان كما قال ، وإلا رجع عليه " .
وجماعة التكفير منتشرة في كثير من البلاد الإسلامية ، ولا يواجهها إلا سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فهم يذوبون عند سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فإذا قامت السنة فسيذوب هؤلاء المبتدعة ، ولسنا ننكر أننا في مجتمعات جاهلية ، لكن لا يلزم أن تكون كافرة ، فإن الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول لأبي ذر : " إنك امرؤ فيك جاهلية " ، ويقول للصحابيين : " أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم " ، ويقول : " أربع من أمتي من أمور الجاهلية لا يتركونهن : الفخر بالأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة على الميت " .
فنحن في مجتمعات جاهلية لا تحكم الكتاب والسنة إلا من رحم الله سبحانه وتعالى ، لكن إذا نظرنا إلى بقية الأدلة : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " ، " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً " . جعلنا نتحاشى عن تكفير المسلمين ، ولا بأس أن تطلق على مجتمعاتك بأنها جاهلية بمعنى أن الدوائر الحكومية ، والأسواق والمستشفيات وأكثر المجتمع لا يحكم الكتاب والسنة ، لكن لا يزال معهم صلاة ولا يزال معهم : لا إله إلا الله .
أما أسباب الكفر فهو جحود ما هو معلوم من الدين بالضرورة ، وموانعه إذا قال : لا إله إلا الله وقام بما تقتضيه لا إله إلا الله : " من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه فقد عصم مني ماله ودمه " .