أن يكون بهم قدرة ، فالصحابة رضي الله عنهم كان منهم من يضرب بمكة ، ومنهم من يقتل ، ومنهم من يؤذى ، وصبروا ، ويأتون إلى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فيقول : " إنكم تستعجلون " ، حتى هاجر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إلى المدينة وعلم الله أن عندهم قدرة على القتال إذن لهم في القتال كما قال تعالى : " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير " .
وأن يكون خالصاً لوجه الله ، ففي ( الصحيح ) أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " .
وفي ( صحيح مسلم ) أيضاً من حديث أبي هريرة أنه ذكر من الثلاثة : " رجل جريء فأتى به يوم القيامة فقال الله سبحانه وتعالى : يا عبدي أعطيتك كذا وكذا فما فعلت ؟ قال : يا رب قاتلت فيك حتى قتلت ، قال : كذبت ولكنك قاتلت ليقال هو جريء فقد قيل " .
وقد ذكرنا سبب انهزام المسلمين في أول الأمر في حنين ، وفي أحد أنها : المعاصي ، فالمعاصي على المسلمين أضر عليهم من أعدائهم .
ومما ينبغي التحرز منه هو مسألة الحزبية ألا تدخل الحزبية في صفوف المجاهدين ، فإنها إذا دخلت أفسدتها .
وينبغي أن يحذروا كل الحذر فحكومات المسلمين ستسعى في إحباط هذا الجهاد ، لأنهم يخافون من إقامة دولة إسلامية فيلتف الناس حولهم ثم يرجعون على حكامهم ، ولا يدرون أن المسلم لا يخرج إلا على الكافر بشروط ، وكذلك امريكا وغيرها من الدول الكافرة فهي تخاف من إقامة دولة إسلامية .
وربما يأتون لك بشخص لحيته تملأ صدره ويكون علمانياً أو يكون عميلاً لحكومة ، ولا تدري إلا وقد أصبح رأساً في الجهاد ، فينفذ الأوامر التي جاءته من حكومته .
فلا بد من التبيه غاية التنبه من دخيل يريد تفرقة كلمة المسلمين ويريد إحباط الجهاد والتحريش الذي هو وسيلة شيطانية ، فالرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون ولكن بالتحريش " .