الحمد لله ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد : فأحوال الناس تختلف ، فإذا كان هناك داعٍ يدعو إلى الله عز وجل وهو آمنٌ على نفسه من الفتن ويرجو أن ينفع الله به الإسلام والمسلمين فلا بأس أن يذهب ويدعو ويبقى هنالك ، وإذا كان هناك من العامة الذين يُخشى عليهم أن يفتنوا بالحضارة الأمريكية ويرجعوا وقد احتقروا بلادهم فواجبٌ عليهم أن يفروا ، ولكن إلى أين يفروا ؟! بلاد المسلمين ربما يصل طالب العلم إليها ويعتبرونه جاسوساً أو يردونه إلى البلدة التي أتى منها ، نعم وهم يباح لهم أيضاً الذين يخافون على أنفسهم من القتل من حكامهم فهم يباح لهم وننصحهم أن يستقيموا وأن يجالسوا أهل العلم والعلماء وألا يفتنوا بالحضارة الأوروبية فإن الله سبحانه وتعالى يقول : " لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ " [ آل عمران : 196-197 ] .
فالحاصل أن الناس يختلفون في هذا كما تقدم التفصيل في ذلك ، شخصٌ يرجى أن ينفع الله به الإسلام والمسلمين في بلده ثم يذهب من أجل حطام الدنيا ، لا ، يجب عليه أن يبقَ ويعمل للإسلام فإن العمل مُيسر في بلاد المسلمين أو في بعض بلاد المسلمين أما بعض البلدان فقد أصبحت أمريكا أحسن من دولتهم لا أقول : أحسن من بلدته فإن الشعوب الأصل فيها الإسلام ، لكن أقول : أحسن من دولته ، فمن كان يُرجى أن ينفع به الإسلام والمسلمين ويستطيع أن يدعو الله في بلده فذاك ، ومن لا يستطيع فلا بأس ، ويجب أن يتفقه في دين الله حتى لا يدخل في معاملات ربوية ولا في بيع وشراء مالا يجوز .