إن جاء زائرون ، أو أراد أحد أن يتصدق عن ميته وبه قدرة على ذلك من كسبه ، ومن ماله لا من مال اليتامى ، فلا باس بذلك ، وفي الصحيح أن رجلاً قال يا رسول الله : إن أمي افتلتت ولم تُوص فهل ينفعها إن تصدقت عنها ؟ قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " نعم " .
وأما حديث : " اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم " ، فإنه من طريق خالد بن أبي سارة أو خالد بن سارة ، وجاء من حديث آخر لا يدل على المقصود ، فهو حديث ضعيف .
فالقصد أنه يجوز أن يذبح للضيوف الذين أتوا للتعزية من بلاد بعيدة ، أو من أجل الصدقة على الميت ، فلا بأس بهذا .
وأما ما يفعله الناس من أخذ القات ههنا ، ومن التكلفة الباهظة بمصر ، وبكثير من البلاد الإسلامية فهذا أمر ما أنزل الله به من سلطان ، حتى قال بعضهم لما يلحق أقرباء الميت من المتاعب والمشاق :
ثلاثة تشقى بها الدار ************* العرس والمأتم والزار
وخصوصاً الذبح لأصحاب العمائم الذين يقرأون - والعمامة لا بأس بها فقد كان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يحمل العمامة - لكن الغالب على أصحاب العمائم أنهم أصحاب ( عصيدة ) ، ويذهب ويقرأ سورة ( يس ) على الميت ، ويـتأكل بالقرآن ، فهذا لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وأنصحهم أن يحترفوا .