النص الصريح في الكفاءة وأنه لا فرق بين هذا ولا ذاك : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ" [الحجرات : 13] ، " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ " [الحجرات : 11] .
والإمام البخاري رحمه الله في كتاب النكاح استنبط من قوله تعالى : " وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا " [الفرقان : 54] ، فقد استنبط من هذه الآية التي ربما لا يوفق لها إلا النادر ، استنبط أن الكفاءة في الدين ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " يا بني بياضة أنكحوا أبا هند وانكحوا إليه " .
وقال الصنعاني رحمه الله تعالى في كتابه : < سبل السلام > : اللهم إنا نبرأ إليك من شرط رباه الهوى وولده الجهل والكبرياء ، شرط ليس في كتاب الله ولا سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ولقد حرمت الفاطميات في يمننا ما أحل الله لهن بدون دليل من كتاب الله ولا من سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ثم ذكر حديث فاطمة بنت قيس الفهرية القرشية التي قال لها النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " أنكحي أسامة " ، واسامة بن زيد مولى من الموالي ليس قرشياً ، وذكر أيضاً حديث : " يا بني بياضة أنكحوا أبا هند وانكحوا إليه " .
وقبله المقبلي في < العلم الشامخ > يقول : إن امرأة من اللحية بتهامة قدم رجل غريب فقال له : أنت هاشمي وقل ؟ - أي قل إنك هاشمي من أجل أن تتزوج به - ، فقال : لا أنتسب إلى غير نسبي ، فرفعت يديها وقالت : اللهم إنا نشكو إليك المؤيد أو عليك بالمؤيد ، فهي ترى أن المؤيد أول من قال بهذه المسألة .
والهادي رحمه الله تعالى زوج بناته بالطبريين ، وقد ذكرت جملة من هذا في < رياض الجنة في الرد على أعداء السنة > ، ذكرت جملة من الهاشميات اللآتي تزوجن بغير هاشمي .
فهذه نعرة جاهلية ، النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " ليس منها من ضرب الخدود ، وشق الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهلية " ، ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " أربع في أمتي من أمور الجاهلية لا يتركونهن : الفخر بالأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة على الميت " ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - زوج عثمان بن عفان بابنته فتوفيت ثم زوجه بالبنت الأخرى ، وعلي رضي الله عنه زوج أم كلثوم بعمر بن الخطاب .
فالقصد أنها مسألة جاهلية ما أنزل الله بها من سلطان ، وهم يقولون : لماذا لا تزوجزم بناتكم بالدواشين ؟ فنقول لهم : الدوشان لو استقام وتمسك بالكتاب والسنة نزوجه ، وإذا لم نزوجه فلا نعتقده حراماً ، لكن نزوجه ، وفي اليوم الثاني تحمل قرعتها تذهب وتشحذ ، فلا ، هذا لا يعد كفؤاُ ، فهذه مسألة جاهلية صرفة تبرأ منها المسلمون ، وقد كان كتب بعض إخواننا رسالة وهي كتابة قاصرة بعنوان < الانتصار للفاطميات > ، وقد كنا أرسلنا لها للطبع ثم لم ييسر طبعها لقصور فيها ، فينبغي للمسلم أن ينظر الكفؤ المتمسك بدينه .
وقد قال أحد إخواننا في الله لبعض الهاشميين : لو أتاك رجل يصلي ومتمسك بدينه وليس بهاشمي ، وأتاك هاشمي خمار قاطع صلاة فمن تزوج؟ قال : ازوج الهاشمي الخمار .
فالمسألة عندهم ليست مسألة دين ، مسألة عناد وتكبر ، ومن أجل هذا أكبهم الله على رءوسهم بسبب تكبرهم على القبائل ، انفلتت القبائل من أيديهم وأصبحوا يبغضونهم ، فالحمد لله .