وجود المنكرات لا يوجب الخروج على الحاكم

الزيارات:
14662 زائراً .
تاريخ إضافته:
25 ربيع الثاني 1435هـ
نص السؤال:
يوجد في بعض البلدان الإسلامية أماكن معروفة للدعارة والخمر ولم يقم ولاة الأمر في تغير هذا المنكر فهل هذا كافي بالخروج عليهم بحجة ما أزالوا هذا المنكر؟
نص الإجابة:
أما مسألة الخروج عليهم فما داموا مسلمين لا يُخرج عليهم : " إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان " .
وأما الانكار عليهم فلا بأس بذلك مع إعلام المسلمين أنك لست داعِ ثورة ، ولا داعِ انقلابات ، ولكن تدعو إلى تغير هذا المنكر ، وبدل من القيام على الحكام القيام على هؤلاء الفاسدين المفسدين الذين أفسدوا المجتمع ، فهذا هو الواجب ، إذا رأوا خمَّاراً وعلموا أن الحكومة لا تنصف وأمنوا من الفتنة وأن يؤدي المنكر إلى ما هو أنكر منه فلا بأس أن يغيروه ، وهكذا أيضاً امرأة زانية ، أو رجل زانياً ، أو رأوا بيتاً أعد للفساد فكذلك ، وإنما الشأن كل الشأن في التثبت .
وأما التشهير بهم فهو كما تقدم إن كان المقصود استثارة الناس على الخروج عليهم فلا ، وإن كان المقصود تحميس الناس للإنكار على أصحاب المنكر فأمرٌ طيب : " لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ، كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ " ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقله ؛ وذلك أضعف الإيمان " .

آهٍ آهٍ من أناسٍ إذا سمعوا من ينكر المنكر قالوا : أنت بهذا تحرض الناس على الخروج على الحكومة ، أو أنت خارجي ، لا تغالطوا ولا تُغاَلطوا ، الذي يدعو الناس إلى الثورات والانقلابات هو الذي يدعو إلى الفتن ، أما الذي يدعو ويحذر من المنكر فإن لم يترك المنكر خرج واستصحب له ثلاثة نفر أو أربعة نفر ممكن أن يضربوا صاحب المنكر إذا لم يؤدِ المنكر إلى ما هو أنكر منه والله المستعان .

---------------
من شريط : ( أسئلة بني قيس بحاشد ) .

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف