الذين يقولون إن وضعنا لا يصلح له وضع السلف

الزيارات:
4656 زائراً .
تاريخ إضافته:
25 رجب 1435هـ
نص السؤال:
الذين يقولون إن الوضع في هذا الزمان لا يصلح له الوضع الذي كان في عهد السلف الصالح ؟
نص الإجابة:
الرد عليهم أن الله سبحانه وتعالى أنزل كتابه وأرسل رسوله وهو أعلم بما يقع ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ " [الأنعام : 19] .
فالشرع باقٍ إلى يوم القيامة ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله ".
والإمام مالك يقول : لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح أولها .
الآن إخواني في الله هم يظنون أن الشرع ليس كافياً ، نعم لا يستوردون لنا قوانين من قبل أعداء الإسلام ، لا يأتون بالتموين ، ولا يأتون أيضاً بالتأمين لا التموين ولا التأمين ، الشرع كفيل بأن يبقى الناس في سعادة وأمن واستقرار وراحة ليس لها نظير إذا استقام المسلمون ، وعداً من الله سبحانه وتعالى : " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا " [النور : 55] .
ويقول الله سبحانه وتعالى : " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " .
ويقول الله سبحانه وتعالى : " وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم " [المائدة : 66].
وهكذا : " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ [النحل : 112] .

فالدين هو الذي يحل المشاكل هذه في أسرع وقت لا نحتاج إلى أمريكا ، ولا نحتاج إلى مجلس الأمن ، ولا نحتاج إلى مجلس العرب هؤلاء ، ولا نحتاج إلى اتحاد الخليج يا إخواننا بارك الله فيكم القضايا تحل في أسرع وقت فرب قضية تحل في كلمة واحدة بالإجابة بها ، ولكن الناس عقدوا القضايا وأعرضوا عن دين الله ؛ فالله سبحانه وتعالى وكلهم إلى أنفسهم : " وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا " [النساء:115].
أفي الدين ثورات وانقلابات على الحاكم المسلم ؟ ليس في الدين هذا ، هل في الدين تقطعات على الطرق ؟ ما في الدين هذا ، هل في الدين رشوة ؟ اذهب إلى عامي وقل له الرشوة تسؤوك أو تفرحك ؟ ، يقول : أنا أكرههها ، اذهب إلى عامي وقل له سفك دماء المسلمين يجوز ، وهكذا الثورات والانقلابات وهكذا التموين والضرائب والجمارك كل هذا ليس في الدين .
هل حكام المسلمين مستعدون أن يرجعوا إلى الله إذا أرادوا أن يعيشوا عيشة سعيدة ؟ هل هم مستعدون أن يرجعوا إلى الله وينبذوا علاقاتهم مع أمريكا وروسيا ؟ وإلا فكونوا أنتم مستعدين لهذا ، واكرهوا هذا الوضع ونفروا عنه حتى يرحمكم الله سبحانه وتعالى ، فإنكم بحمد الله أصحاب دعوة قد نفع الله بها الإسلام والمسلمين يجب أن تحافظوا عليها ، وأن تلجأوا إلى الله سبحانه وتعالى أن يحفظها وأن تحافظوا أيضاً على أذكار الصباح والمساء .
أنصح إخواني في الله بهذا ، بعض إخواننا في الله مساكين لا يعرفون الوضع ، ولا يعرفون أعداء الدعوة ويظنون أن المسألة من المسجد إلى المكتبة إلى الوادي إلى الوضوء أنتم هاهنا والشيوعيون والبعثيون وأذناب الشيوعيين والبعثيين وهكذا الناصريون يخططون لكم فكونوا عقلاء ألباء ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين " والله المستعان .

-------------------
راجع كتاب : ( إجابة السائل 377 - 378 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف