هو مكلف بتكفير فرعون ، لأن الله سبحانه وتعالى أخبر عنه بأن قال : " أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى " [النازعات : 24] ، وقال : " مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي " [القصص : 24] ، فلا بد أن يحكم عليه بأنه كافر ، وقال الله بعد أن ذكر أنه من المسرفين في سورة غافر : " وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ " [ غافر : 43] ، فهو من أصحاب النار وهو كافر ، ويجب علينا بأن نؤمن بأنه كافر ، لكن هل المسلم مكلف بلعنه أم لا ؟ ليس مكلفاً بلعنه بالخصوص ، وقد حصلت مناظرة بين عمر بن عبدالعزيز وبين الخوارج ، وتخلص من جميع الأمور لإنصافه حتى بقي عليه أمران قالوا : بقي عليك أمران ؟ قال : وما هما ، قالوا : أنك لا تسب الولاة الذين ظلموا المسلمين قبلك ، فقال لرجل من الخوارج ؟ كم لعنت فرعون في عمرك ؟ ، قال : ما لعنته ، قال : فأنت ما لعنت فرعون الذي يقول : " أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى " [النازعات : 24] ، وأنت تطالبني بلعن آبائي وأجدادي ، فانقطع الخارجي .
ثم قالوا له : الولاية لا تجعلها في الأمويين ؟ وكان عازماً على أن لا يجعلها في الأمويين فواجب علينا أن نكفر النصارى واليهود ، وواجب علينا أن نكفر الشيوعيين الاعتقاديين ، وواجب علينا أن نكفر الاشتراكيين الاعتقاديين ، وكذلك البعثيين الاعتقاديين ، من كان يعتقد تلك العقيدة ، أما إذا كان جاهلاً بهذا وليس عالماً ويقول هو اشتراكي ولا يعرف الاشتراكية ، فهذا لا يكفر ولكنه أضل من حمار أهله .