الذي يسجد لصنم يحكم عليه بأنه مشرك ثم هو تحت مشيئة الله إن شاء الله عذره بجهله كما ذكر هذا العلماء ، وأحسن من تكلم على العذر بالجهل الشيخ محمد الشنقيطي رحمه الله تعالى في تفسيره < أضواء البيان > عند تفسير قول الله عز وجل : " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا " [الإسراء : 15] ، فقد ذكر أنه يعذر بجهله ، وأن صحاب الفترة يعذر بجهله كما في < مسند الإمام أحمد > من حديث أبي هريرة والأسود بن سريع أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " أربعة يدلون بحجتهم - ومنهم صاحب الفترة - فيخرج الله سبحانه وتعالى - أي في عرصات القيامة - ناراً فيقول : اقتحموها ، فمن اقتحمها كانت عليه برداً وسلاماً ، ومن لم يقتحمها يقول الله سبحانه وتعالى : ها أنتم عصيتموني فأنتم لرسلي أشد عصياناً " .
وهناك أدلة منها : أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول في عمرو بن لحي : " رأيته يجر قصبه في النار " ، ويقول في أبي طالب : " إنه في ضحضاح من النار " ، فالشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى يقول : من خُصص فهو مخصص - أي يدخل النار - مثل عمرو بن لحي وأبي طالب ، وهكذا أبوا النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ومن لم يأتِ به التخصيص فهو من أصحاب الفترة ، ويحتمل أن هؤلاء الذين أخبر عنهم النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنهم في النار يحتمل أنه كان لديهم يقايا من شريعة إبراهيم فلم يتبعوها .