يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ثم ينصح بمجالسة الصالحين، فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة».
وقد أخبرنا بقضية ونحن في الجامعة الإسلامية: أن شخصا أسلم، فانتقل من حجرة النصارى إلى حجرة المسلمين، فإذا المسلمون لا يصلون، فصار إسلامه انتقالا من حجرة إلى حجرة أخرى، فلا بد أن يحرص على مجالسة الناس الصالحين، والكفر بعبادة المسيح، وننصحه كذلك باقتناء الكتب النافعة مثل: كتاب «رياض الصالحين»، و«فتح المجيد شرح كتاب التوحيد» و«بلوغ المرام» و«تفسير ابن كثير»، وننصحه كذلك بأن يأخذ الإسلام من كتب الإسلام لا من أعمال المسلمين، فأعمالهم سيئة ربما تجد المسلم يكذب ويزني ويشرب الخمر، وهم يعرفون أن هذه الأشياء محرمة، ثم يحتجون على المسلمين بهذا، فنقول لهم: نحن لا ندعوكم إلى هذا، بل إلى التمسك بالدين الصحيح: ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون﴾.
وهكذا مسألة الأمانة وغيرها من المسائل التي ارتكبها المسلمون وهي مخالفة للشرع، فهم ليسوا بحجة على الإسلام، بل الإسلام حجة على المسلمين أنفسهم.
فلا بد من تبيين هذا حتى لا يحتج على الإسلام بفسقة المسلمين، بل نقول لهم: نحن لا ندعوكم إلى أن تكونوا مثل هؤلاء، ولا مثل القضاة المرتشين، أو قطاع الطرق، أو الخمارين، ولا ندعوكم إلى أن تكونوا صوفية، فقد زارنا أحد الأخوة الأفاضل يدرس إما في بريطانيا أو ألمانيا، وحكى لنا أن الله هدى امرأة للإسلام، ثم رأت الصوفية يرقصون في المسجد، فاتصلت به وقالت: رأيت كذا وكذا في المسجد، فإن كان هذا هو الإسلام فلا فرق بينه وبين الدين الذي خرجت منه. فنحن لا ندعوك إلى أن تكون شيعيا ولا صوفيا، ولا علمانيا، بل تعمل بكتاب الله وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ولو خالفك الناس كلهم.