اثبات صفة العلو لله عز وجل ونفي الاحاطة

الزيارات:
6128 زائراً .
تاريخ إضافته:
16 صفر 1433هـ
نص السؤال:
إذا سالني سأئل قائل قولك الله في السماء هذا يكون تحديد فبماذا أجيب ؟
نص الإجابة:
إذا سألك سائلٌ الله في السماء هذا يكون تحديداً ، هذا سؤالٌ حسن .
الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم : " أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء أَنْ يَخْسِف بِكُمُ الْأَرْض " ، ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ " .
ونبينا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يسأل الجارية ، ويقول لها: " أين الله ؟ " ، قالت في السماء . ، ونبينا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أسري به إلى السماء ، ثم إلى السماء السابعة ، ثم إلى ما بعد ذلك ، وقصة الإسراء تدل على أن الله سبحانه وتعالى في السماء ، ثم إنه ورد في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : " إن الله ينزل في الثلث الأخير إلى السماء الدنيا فيقول : هل من داعٍ فأستجيب له ، هل من مستغفرٍ فأعفر له ، هل من تائبٍ فأتوب عليه " .
هكذا نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى ينزل نؤمن بهذا ، ونؤمن أيضاً بأن الرحمن على العرش استوى ، هذه من الأمور العقائدية ، وليس هناك تحديد ، إذا قلت بالتحديد أنه يحده كذا وكذا ولكن رب العزة يقول في كتابه الكريم : " وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا " فهو أعلم بنفسه ، هو الذي أخبرنا بأنه على العرش استوى ، وهو الذي أخبرنا بأن الملائكة يتعاقبون فيكم ، ملائكة في الليل ، وملائكة في النهار ، ثم يصعد الذين كانوا فيكم في النهار بعد صلاة العصر فيسألهم الله : كيف تركتم عبادي ؟ ، يقولون : أتيناهم وهم يصلون ، وتركناهم وهم يصلون ، أو بهذا المعنى .
فنحن نؤمن بما جاء في كتاب الله ، وبما جاء في سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من غير تأويل ، كيف استوى ؟ الله أعلم ، تقف عند النص لا تزيد ولا تنقص .

وهناك كتابٌ قيمٌ ننصح إخواننا باقتناءه ذلكم الكتاب القيم هو كتاب < العلو للعلي الغفار > للحافظ الذهبي رحمه الله تعالى ، فننصح إخواننا بقراءة ذلكم الكتاب فإن هذا من أمور العقيدة ، أما بعض المعتزلة فيقول : لا هو فوق ولا تحت ولا أمام ولا خلف ولا عن يمين ولا عن يسار ، إذن هو عدم ، وأقبح من هذا قول بعض الصوفية الذين يقولون إنه في كل شيئ حتى قال بعضهم :
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا *** وما الرب إلا عابدٌ في كنيسته

فنحن إخواني في الله الذي يسعنا هو أن نثبت لله ما أثبته لنفسه من غير تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل ، نؤمن بقول الله عزوجل : " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " .

وننصح إخواننا باقتناء هذه الكتاب القيم الذي سمعتموه وهو كتاب < العلو للعلي الغفار > للحافظ الذهبي فهذا الكتاب ذكر ما جاء في كتاب الله وفي سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ثم بعد ذلك ذكر أقوال الصحابة ، ثم بعدها أقوال التابعين إلى أن انتهى به الأمر إلى عصره ، ثم بعد ذلك ذكر العلماء الذين يهتدى بهم ، أما أولئك كإبراهيم النظام المتهم بشرب الخمر وما هو أقبح من الخمر ، وأبو الهذيل الذي يكفره بعض المعتزلة وغيرهم من أئمة الضلال ، فنحن نبرأ إلى الله من زيغهم .

--------------
من شريط : ( ندوة صنعاء )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف