النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «من تشبه بقوم فهو منهم». ورأى النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- رجلا لابسا لحرير فقال: «إنما يلبس هذا من لا خلاق له». ونهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة، وقال: «إنها لهم في الدنيا، ولنا في الآخرة».
والتشبه موجود الآن في اليمن، وفي أرض الحرمين، ومصر، وفي كثير من البلاد الإسلامية، يتشبهون بأعداء الإسلام.
هذا وننصح إخواننا المسلمين في أمريكا، بالتمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ومراسلة العلماء الأفاضل مثل الشيخ ابن باز، والشيخ الألباني، وسؤالهم عما أشكل عليهم، وننصحهم بالابتعاد عن الحزبية، وبالابتعاد عن الذين يأتون إليهم ليختلسوا أموالهم، وإن استطاعوا أن يفتحوا مدارس مستقلة إسلامية لأولادهم فهذا أهم وأقدم شيء، تدريس كتاب الله، وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، فينشأ الطالب على حب الله، وعلى حب رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وهي منزلة رفيعة للأب والابن.
كما ننصحهم بأن يجعلوا لهم وقتا لمجالسة العلماء الأفاضل من أهل السنة، يقول الله تعالى: ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾ .
والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول ذات مرة لأصحابه: «أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق، فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم؟» فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك، قال: «أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم، أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل، خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل». رواه مسلم من حديث عقبة بن عامر.
ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل، كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها». أخرجه الترمذي من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص.
ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «الماهر بالقرآن، مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق له أجران». ويقول أيضا: «من قرأ القرآن وعمل به، ألبس تاجا ضوءه أحسن من ضوء الشمس يوم القيامة، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان: بما كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن».
فينبغي أن يهتموا بتعليم أبنائهم، ولا يحضروهم إلى مدارس الكفر، فإنه ضرر عليهم، وعلى أبنائهم، فربما يهرب الولد من أبيه فلا يستطيع أن يرده، أو ابنته تهرب ولا يستطيع والدها أن يردها، فالواجب أن يهتموا بتربية الأبناء وأن يفتحوا المدارس التي تعلم لله.
على أن بقاء الأسر هناك خطر عظيم جدا، فالأمر يحتاج إلى جد واجتهاد من المغتربين، ومراجعة الحكومة في أن تأذن لهم بفتح مدارس لتعليم أبنائهم، ويستدعون من إخوانهم أهل السنة الذين يعلمون لوجه الله، ولا يأتي أزهري حالق اللحية، والجبة تسحب الأرض فتسأله عن التلفزيون فيقول: (معليش)، وعن العمل في الفنادق التي فيها الخنزير، وعن التصوير كذلك، فلا بد أن يطلبوا من إخوانهم الثابتين المتمسكين بالكتاب والسنة.
فلا بد من التمسك بالكتاب والسنة، والمدارس الحكومية نفعها قليل من حيث أن المدرس ربما تكون عنده فكرة بعثية، يريد أن يعلم الناس البعثية، وآخر عنده فكرة اشتراكية يريد أن يعلم الناس الشيوعية، وهذا صوفي، يريد أن يعلم الناس الصوفية، وهذا شيعي يريد أن يعلم الناس التشيع، وهذا مادي فلا يهمه إلا كم يرجع بدولارات إلى بلده فهم أبناء المسلمين أم لم يفهموا.
فهذه مسئولية عظيمة على كواهل أهل السنة، أن يقوموا بهذا الواجب، وأن يسدوا الفراغ، ويعلموا أبناء المسلمين كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
والحمد لله رب العالمين.
---------------
راجع كتاب : ( تحفة المجيب ص 80 إلى 82 )