ما هو موقف المستفتي من فتوى أحد مفتي بلده أو بلاد المسلمين خاصة في المسائل الاختلافية هل يسلم بها أم عليه أن يسأل أكبر عدد ممكن من المفتين ، ثم من خلاصة كلامهم يحصل له اطمئنان القلب فيلتزم فتوى واحدة ، وهل هذا سائغٌ ثم هل في أخذه بفتوى أول المفتين يعتبر تساهلاً ويجب سؤال أغلب المفتين علماً بأن جميع المفتين المذكورين في السؤال من أهل الفقه ومن أهل العقيدة الطيبة والفقه الصحيح ؟
الذي أنصح الأخ إن كان من طلبة العلم أن يبحث في الكتب ، ويحرص كل الحرص على أن يقف على الحقيقة بنفسه من كتب أهل العلم ، والأمر ميسر إن شاء الله .
فإن لم يتيسر له ذلك فالمعتبر هو طمأنينة النفس ، فإن اطمأنت نفسه بسؤال أول عالم مع الدليل لا بد أن تطالبه بالدليل لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ " [ الأعراف : 3 ] ، فإذا أتى بالدليل من كتاب الله ومن سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وفهمت ذلك فلك أن تكتفي بهذا ، ولك أن تسأل غيره لئلا يكون الدليل منسوخاً أو لم يدل على ما استدل به ، فإنه يُخشى أن يوجد من المفتين من يكون متمذهباً ويفتي بمذهبه .
فإذاً لك أن تتثبت لا بأس ، الأعرابي يأتي إلى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ويقول : يا محمد إني سائلك فمشدد على نفسك في المسألة ، وإذا أفتاك واحدٌ فلك أن تأخذ بقوله بل ربما أنه يلزمك أن تأخذ بقوله ما تؤجل المسألة ، ولك أن تسأل من تثق به .
فلا بد من الطمأنينة والوثوق بمن يستفتى فإنه قد كثر المفتون في هذا الزمن وكثر المتصدرون للفتوى ، لو اقتصر على واحدٍ مثل الشيخ الألباني والشيخ ابن باز والشيخ محمد بن صالح بن عثيمين فلك أن تقتصر " البر ما اطمئت إليه النفس والإثم ما حاك في صدرك ، وكرهت أن يطلع عليه الناس " .
-------------------
من شريط : ( فتاوى ( 2 ) ) وراجع كتاب : ( إجابة السائل ص 638 )