منهم من اختصر مجرد اختصار، وربما يذكر أقوالا متناقضة ولا يلتفت إلى صحيحها من سقيمها، ومنهم من اختصر مع ملاحظة الأسانيد والمتون كما هو شأن الحافظ ابن حجر، وكذلك الحافظ الذهبي رحمهما الله. فهما يلاحظان متون الكلام الذي قيل عن أئمة الجرح والتعديل ويلاحظان السند فرب قصة يسكت عنها الحافظ الذهبي في «ميزان الاعتدال» ويتكلم عليها في «السير» أو يسكت عنها في «السير» ويتكلم عنها في «ميزان الإعتدال» أو يسكت عنها فيهما ويتكلم عليها في «تذكرة الحفاظ»، فهذا هو شأن بعض أهل العلم الذين اختصروا.
وعلى هذا فلا يقال: أن حذفهم الأسانيد يعتبر مخلا، لأنهم أرادوا أن يأتوا بفائدة مختصرة، فربما تمر بك في الترجمة الواحدة في «تهذيب التهذيب» أو «تهذيب الكمال» عدة مراجع ويقربون هذا لك بأوجز عبارة، على أنك إذا استطعت أن ترجع إلى الأصول فعلت ذلك، فربما اختصروا كلمة وحذفوها ولها تعلق بجرح أو تعديل، وربما ذكروا الكلام بالمعنى، ولو ذكر باللفظ لكان فيه زيادة أو نقص، فهذه هي نصيحة الشيخ عبدالرحمن المعلمي -رحمه الله- في «التنكيل» ونعم ما نصح به.