جماعة التكفير يستدلون على أن الحجة قامت على الناس ؟

الزيارات:
2747 زائراً .
تاريخ إضافته:
12 ذو القعدة 1435هـ
نص السؤال:
جماعة التكفير يستدلون على أن الحجة قامت على الناس بقوله تعالى : " وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ " [ الأعراف : 172 ] ، ويضعفون أثر ابن عباس رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى : " وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ " [المائدة:44] ، قال ابن عباس : كفر دون كفر ؟
نص الإجابة:
أما الاستدلال بهذه الآية فقد أخذ الله سبحانه وتعالى الميثاق على بني آدم ، ولكن ليس فيه أنه لا يبقى لهم عذر بدليل قوله تعالى : " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا " [ الإسراء : 15 ] .
وبدليل قوله تعالى : " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ " [التوبة : 115 ] .
وفي الصحيح من حديث حذيفة : " أن رجلاً قال لأبنائه ، وقد حضرته الوفاة : أي أب كنت لكم ؟ ، قالوا : نعم الأب ، فقال : هل أنتم فاعلون ما آمركم به ؟ قالوا : نعم ، قال : فإذا مت فأحرقوني ، ثم ذروني ، فوالله لئن قدر الله عليّ ليعذبني عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين ، قال : ففعلوا ، فأمر الله البر أن يجمع ما فيه ، والبحر أن يجمع ما فيه ، ثم قال له الله : ما حملك على ما فعلت ؟ قال : مخافتك ، قال : فإني قد غفرت لك " .
فهذا دليل على أن الشخص يعذر بجهله ، فقد شك في قدرة الله ، ولا نقول : إن ( قدر ) بمعنى : ضيق ، فلا نقول : لئن ضيق الله عليّ ، لأنه أتى بالسياق الذي يناسبه وهو القدرة .
وكذلك حديث حذيفة الذي فيه : يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يدرى ما صيام ولا صلاة ، فقالوا : ماذا يبقى لهم يا حذيفة ؟ ، قال : شهادة أن لا إله إلا الله ، قال : وما تغنى عنهم لا إله إلا الله ؟ ، قال : تنجيهم من النار .

فالأدلة متكاثرة على العذر بالجهل من الكتاب والسنة ، وكذلك اختبار أصحاب الفترة كما جاء من حديث أبي هريرة والأسود بن سريع في < مسند أحمد > : أن ثلاثة نفر يدلون بحجتهم على الله ، فيقول أحدهم : أي رب كنت أصم لا أسمع ، وآخر يقول : كنت أبلة لا أعقل ، وذكر الثالث حجته ، فيخرج لهم الله عنقاً من النار فيقول : ادخلوه ، فإذا دخلوه كان عليهم برداً وسلاماً ، وإن لم يدخلوه يقول : انتم الآن عصيتموني ، وأنتم لرسلي أشد عصياناً .

وجماعة التكفير أمة ضالة ، فننصح إخواننا في البيضاء ، وفي أب ، وفي غيرهما أن يحذروا منهم ، وأن يعتبروهم ضلالاً بعيدين عن الدين ، ويعتبرونهم خطراً على الإسلام والمسلمين فهم آلة لكل طاعن في الدين ، كما ننصحهم أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى ، وأن يسألوا أهل الذكر ، وإن بقوا على ضلالتهم ، ولقوا ربهم على هذه الضلالة فسيندمون والله المستعان .

---------------
راجع كتاب : ( فضائح ونصائح ص 184 - 186 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف