حكم متابعة الإمام ، وهل يفهم من الحديث المرفوع : " إنما جُعل الإمام ليؤتم به " متابعة الإمام في الأركان أم في الأركان والسنة والهيئات ، وهل اتيان الإمام بأمر تقليداً وهو عند المتبع بدعة أيجب عليه متابعته مع إنكاره بقلبه أم عليه مفارقته ؟
الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في الصحيح : " صلوا كما رأيتموني أصلي " .
وأما حديث أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " إنما جُعل الإمام ليؤتم به ، فإذا كبر فكبروا ، وإذا ركع فاركعوا ، وإذا سجد فاسجدوا " إلى آخر الحديث فهذا يُحمل على هذه الأمور كما قاله محمد بن إسماعيل الأمير .
أما أن نُبتلى بإمامٍ يُرسل يديه ، أو نُبتلى بإمام لا يقول : آمين ، أو نُبتلى بإمام يبتدع في صلاته إلى غير ذلكم من الأمور ثم نتابع فلا ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " صلوا كما رأيتموني أصلي " .
ولو فتحنا هذا الباب لتعطلت السنن .
وأما ما استدل به بعض الناس ، أو بعض علماءنا الأفاضل استدلوا بحديث أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - صلى جالساً وأشار إلى أصحابه أن يصلوا جلوساً فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بعد أن انتهت الصلاة : " إن كدتم آنفاً لتفعلون فعل فارس والروم ، فإذا صلى الإمام جالساً فصلوا جلوساً أجمعين " ، فهذا الحديث يقول الإمام البخاري عن شيخه الحميدي : إنه منسوخ ؛ قال : وإنما يؤخذ من أمر رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بالآخر فاللآخر ، يعني أن أمر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لهم بالجلوس قد عقبه وخلفه أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - صلى جالساً في مرض موته وصلى أبو بكر قائماً ، فكان ابو بكر يقتدي برسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - والناس أيضاً خلف أبي بكر صلوا قياماً فكانوا يقتدون بأبي بكر وأبو بكر يقتدي برسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
وأنا آتِ لكم بمثال : عندنا في المذهب الهادوي أنه يجوز في الركعتين الأخريين أن تقرأ الفاتحة وأن تقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، أفنقول مثلهم في الركعتين الأخريين ونخالف سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - التي يقول فيها : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " ؟! .
عندنا في المذهب الهادوي يقولون في التشهد : بسم الله ، وبالله ، والحمد لله ، أفنقول هذا ونترك التحيات لله ، والصلوات الطيبات ، نتركها لرواية منكرة التي ذكرها ابن حبان في < صحيحيه > عن جابر وهي رواية منكرة من طريق أيمن بن نابل يعتبر واهماً فيها ؟! .
وما أكثر المخالفات لو فُتح هذا ، بل قد أخبرني أخٌ في الله أنه صلى بشخص حجازي وهذا يمني أخبرني إلى أذني هذه ليس هناك واسطة واسمه محمد صوال ولعل أحدكم من يعرفه وقد زارنا إلى ههنا يقول : صليت برجلٍ فقلت في الصلاة : صلِ صلاتي على قرن شاتي ، وصلِ معي يا جميع العضاتِ ، أفيقول صاحبنا الحجازي الذي يصلي بعد اليمني : صلِ صلاتي على قرن شاتي ، وصلِ معي يا جميع العضاتِ ؟!! .
يا إخواننا هذا باب لو فتحناه لتعطلت السنن ، ونبذت الأحاديث ، فلا يجوز أن يُفتح هذا الباب ، وهذه زلة من عالم تغمر إن شاء الله فيما له من الفضيلة ، لسنا نشنع عليه ، لكن هذا أمرٌ لا يجوز أن يتبع فيه .