إذا كان يخشى أخذ ماله بالسرقة أو بالاختلاس والانتهاب أو بالنسيان ينساه في مكان ثم يدخل إلى بيت أو غير ذلك ثم يُسرق فلا بأس أن يضعه في البنك ، ولا يجوز له أن يأخذ أرباحاً ؛ فإن الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لعن آكل الربا ، وموكله ، وكاتبه ، وشاهديه .
بل الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ " [ البقرة : 275 ] ، فالذي يأكل الربا يقوم من قبره كالمصروع .
ويقول عز وجل في كتابه الكريم : " يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ " [ البقرة : 276 ] .
وهذا وقع كما أخبر ربنا ، فما أكثر البنوك التي أفلست ، وما أكثر الأسر التي أفلست بسبب استعمالها الربا .
ولو قال قائل : أأخذه أم أتركه ، فإنني إذا تركته سيستغله الكفار في مصالحهم ؟ ، فالجواب : أن السلامة لا يعدلها شيئ ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " أيما جسد نبت من سحت فالنار أولى به " .
ويقول الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " من ترك شيئاً لله أبدله الله خيراً منه " .
ويقول الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فيما إذا قلت : أنا أتصدق به ، يقول الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً " .
فأنت تبتعد عنه ، والسلامة في تركه لدينك ولدنياك والله المستعان .