ما حكم من يسخر من اللغة العربية ومن يتكلمون بها ؟

الزيارات:
6813 زائراً .
تاريخ إضافته:
12 ذو القعدة 1435هـ
نص السؤال:
ما حكم من يسخر من اللغة العربية ومن يتكلمون بها ، ويقول : إن اللغة الدارجة يجب على الجميع أن يتكلموا بها لأنها المألوفة لدى الجميع ، ومع ذلك يسم من يتكلم بالفصحى بأنه منفرٌ وأنه لم يعرف التقدم ولا العلم الحديث ؟
نص الإجابة:
هذا على نيته ؛ إن كان من أعداء الإسلام الذين يحرصون غاية الحرص على إبعاد الناس عن كتاب الله وعن سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فهو على نيته لأن أعداء الإسلام يحرصون على أن يُبعدوا الناس عن الكتاب والسنة .

وإخواني في الله إذا جهل الناس اللغة العربية أصبحوا أتباع كل ناعق ، انظروا إلى إمام الضلالة الخميني لما كان أهل إيران عجماً صار يقودهم ويوجههم كيفما يريد ، ويدعوهم إلى الهاوية وهم يهرولون بعده ، قبل الخميني أحمد القادياني الذي انتهى به الأمر عند الأعاجم أن ادعى النبوة وهم يصدقونه ، ثم بعد ذلك البهائية ، وهكذا البابية يثقون بالشخص إذا وثقوا بالشخص لو دعاهم إلى الكفر بالله يستجيبون لأنهم لا يفهمون قول الله ولا يفهمون قول رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
وقد بلغني أن شيخاً من الصوفية يقال له : محمد ناظم يلقب نفسه بالمهدي وهو بتركيا وربما يأمر المؤذن أن يقول في الأذان بدل أشهد أن محمداً رسول الله يقول : أشهد أن محمد ناظم مهدي رسول الله .
فالذين ينفرون أو يحذرون من اللغة العربية هم ينفرون عن ديننا لأن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم : " قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ " [ الزمر : 28 ] .
ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ" [ الكهف : 1 ] .
فالقرآن عربي ، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عربية ، وأنتم تجدون طالب العلم الذي له إلمام باللغة العربية تجده قوياً في فهم كتاب الله ، وفي فهم سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، والذي هو ضعيف في اللغة العربية تجدونه ربما ضعيفاً في جميع المواد ، فينبغي لنا أن نجتهد ، وكان الإمام الشافعي رحمه الله تعالى الذي لقب بناصر السنة كان يذهب إلى البدو من أجل أن يسمع كلمة عربية من أجل أن يحفظها ، وهكذا سيبويه والأصمعي وعير واحد من العلماء يذهبون إلى البدو وإلى القفر الأماكن الخالية من أجل أن يسمعوا منهم كلمة عربية يكتبونها ، فالنطق باللغة العربية يساعدك على الخطابة ، ويساعدك على فهم كتاب الله وعلى فهم سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
أما إذا كنت تقرأ في اللغة العربية ثم لا تنطق باللغة العربية فأنت لا تستطيع أن تنفع الناس ، وأضرب لكم مثالً بمشايخي أهل صعدة تجد أحدهم بحراً في اللغة العربية لكن لا يستطيع أن يقوم ويتكلم أمام الناس : " صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ " [ البقرة : 171 ] ، لأنهم عاطلين عن علم كتاب الله وعن علم سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .

ونحن نسال هذا المعترض مالهم في فصول الدراسة يُلزمون الطلبة في الحصة الإنجليزية ألا يتكلموا إلا بالإنجليزية ، وما لهم من الناس من يرسل ولده إلى أمريكا يقول من أجل أن يستطيع الخطاب والتكلم باللغة الإنجليزية حتى تسهل عليه وهكذا .
فهذه دسيسة ، ثم طعنات في الإسلام والمسلمين يشعرون أو لا يشعرون .

وقد نبغ أقوم يبثون هذه الفكرة ويسمونها الحداثة ، ويقولون : عندهم إن الشخص يتكلم باللغة العامية حتى وإن كان يعرف اللغة العربية .
لكن ما هي الدسائس التي يكيدونها يريدون أن الناس لا يفهمون كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - خطوة من التشكيك في ديننا ، وإذا أصبحنا جاهلين بعد ذلك يأتي ويشكك في دينك بواسطة اللغة العربية ، أحد هؤلاء المشككين يقول : هذا القرآن ليس بحق ؟ قال : لأنه يقول : " وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ " [ الصافات : 147 ] ( فأو ) في اللغة العربية للشك فهو ينسب الشك إلى الله إذاً هذا القرآن ليس بحق ، هم الآن يريدون إذا جهلنا يطعنون في ديننا بواسطة اللغة العربية ، وقد سبقهم علماؤنا فوجهوا هذه الآية الكريمة فقالوا : إما أن تكون ( أو ) في الآية بمعنى بل وقد وردت في كلام العرب بمعنى بل ، ويكون المعنى : ( وأرسلناه إلى مائة ألف بل يزيدون ) ، وإما أن تكون في اللغة العربية بمعنى الواو ، وقد وردت في اللغة العربية بمعنى الواو ويكون المعنى : ( وأرسلناه إلى مائة ألف ويزيدون ) .
وإما أن تكون على بابها للشك ولكن في نظر الرائي ، أما الله لا يشك فيكون المعنى : وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فيشك الرائي أهم مائة ألف أم أزيد ، فقد سبق علماؤنا هؤلاء المشككين ، فهم يريدون أن يحطموا ديننا سواء أكان بواسطة التنفير عن لغة القرآن ، أم بواسطة الطعن في سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، أو الطعن في الصحابة ، أو الطعن في كتاب الله ، ما تركوا شعيرة من شعائر ديننا إلا وقد نفروا عنها .

فنحن نقول لهم : موتوا بغيظكم ، سننطق إن شاء الله باللغة العربية لأنها لغة كتاب ربنا ولغة نبينا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وقد يكون الشخص هذا درس في اللغة العربية فما أفلح فهو يريد أن يثبط إخوانه وهو يغار منهم ويحسدهم لأنهم أفلحوا في اللغة العربية واستطاعوا أن ينطقوا بها وصار هو شأنه كذلكم الرجل الذي أتى إلى أبي زيد وهو يدرس في اللغة العربية فقال أبو زيد أوسعوا له وهو أعرابي فقال الأعرابي :
لا إلى النحو جئتكم ***** لا ولا فيه أرغب
أما مالي ولا مرئ ***** أبد الدهر يضرب
خل زيداً وشأنه ***** أينما شاء يذهب
واستمع قول عاشق ***** قد شجاه التطرب
همه الدهر طفله ***** فهو فيها يشبب

وربما يكون ذلكم القائل من أصحاب السينما ومن أصحاب التلفزيونات ومن أصحاب الفيديوهات ضائع وهو يريد أن يضيع غيره ، فقد عرفنا قيمة اللغة العربية فلن تستطيعوا أن تنفرونا أو أن تزهدونا فيها فهي لغة ديننا ، ولغة نبينا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .

ثم بعد ذلك ننصح جميع إخواننا أهل السنة بارك الله فيهم أن يجدوا ويجتهدوا على تعليم إخوانهم اللعة العربية ويبدأون بالكتب التي يفهمها الطالب مثل : < التحفة السنية > و < متممة الآجرومية > ثم يترقى الطالب إلى أن يصبح والحمد لله مستفيداً ، وهكذا أيضاً الكتابة فإنها تخدم اللغة العربية ، أنا ألزم إخواني إلزاماً صغيرهم وكبيرهم أن يتعلموا اللغة العربية إلا من اختبر ونجح وإلا فألزمكم أن تذهبوا وتتعلموا الكتابة نريد إن شاء الله أن نكمل أنفسنا باللغة العربية ، وبالكتابة ، وبعلم الحديث ، والمصطلح والحمد لله ، وبتلاوة القرآن حتى يموت أعداؤنا بغيظهم والحمد لله .

-----------------
راجع كتاب : ( إجابة السائل ص 672 - 676 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف