هل لخطبة الجمعة شروط معينة ؟

الزيارات:
13972 زائراً .
تاريخ إضافته:
12 ذو القعدة 1435هـ
نص السؤال:
هل لخطبة الجمعة شروط معينة ؟
نص الإجابة:
خطبة الجمعة موضوعها تذكير الناس " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ " [ الجمعة : 9 ] .
وقد جاء في < صحيح مسلم > عن أم هشام أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كان يخطب بهم بسورة ( ق ) .
فالمواضيع التي يحتاج إليها المسلمون ينبغي أن يطرقها الخطيب ، ومن الخطأ بل من محاربة الدين توحيد الخطب ، في صعدة وتعز والحديدة يُخطب خطبة واحدة يا إخوان ، توحيد الخطب وبعد أيام تمشي بعد السياسة إذا وحدت الخطب ، أخبرنا رجلٌ فاضل وهو استاذنا الذي كان يدرسنا انجليزي الاستاذ / رمضان وهو رجلٌ فاضل في الجامعة الإسلامية ، فيقول : في ذات مرة سمعنا خطيب في مصر يخطب ويقول : إن الذي يذهب يقاتل في اليمن أو في الجزائر فكأنه من أصحاب بدر ، وبعدها قال : أخذت الخطيب - وأعرف أنه طيب - أخذته بعد ما انتهى من الخطبة وقلت له : ما هذا يا بني ، أيش هذا ؟ ، قال : والله أرسلت إلينا من وزارة الأوقاف .
فكونوا على حذر كونوا على حذر يا إخواننا أن تتدخل السياسة المنحرفة في الدين ، يا سبحان الله - صحيح تلاعب - بالأمس يقولون : الدين لا يتدخل في السياسة ، وهم يريدون أن يدخلوا السياسة في كل شيئ ! ، بالأمس يدندنون بالديمقراطية ، ديمقراطية لمن ؟ من الذي يتمتع بالديمقراطية ؟ الذي يتمتع بها الفرنسيون والأمريكيون ، أما أصحاب المساجد فلا ما يتمتعون بالديمقراطية ، مع أنها كفر ، الديمقراطية من حيث هي كفر ، حكم الشعب بالشعب ، ورب العزة يقول : " أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ " [ المائدة : 50 ] .
ويقول : " إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ " [ يوسف : 40 ] ، ويقول : " وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ " [ المائدة : 44 ] .
فالديمقراطية كفرٌ فليبغ الشاهد الغائب ، لكن مع هذا ما طبقوا الديمقراطية ، أنا متأكد لو يطبقون الديمقراطية كونوا متأكدين لدخلت الدعوة الدوائر الحكومية ، ولدخلت الدعوة المعسكرات ، ولنتفض المجتمع كله للدعوة ، لكن حتى المسكين يحاصرونه حتى في المسجد ليس نحن أنفسنا في جميع البلاد الإسلامية يحاصرونه في مسجده ، ومع هذا يعطونه أربعة جواسيس خمسة جواسيس في مسجده . والله المستعان .

والحمد لله سيظهر الحق ، وإنني أنصح المسئولين عندنا ألا يتعرضوا للدعوة ، والحمد لله ما قد حصل شيئ ، لكن ما يقتدون بأؤلئك المدبرين فالله المستعان الله المستعان .

فنحن كنّا نتكلم على خطبة الجمعة ، خطبة الجمعة يا بني موضوعها ذكر الله ، ترغيب وترهيب ، معالجة للأوضاع ، إن رأيت الناس أعرضوا عن الدين ، وأقبلوا على الدنيا ترغبهم بالدين ، وتزهدهم بالدنيا ، إن رأيتهم يستعملون البطالة وأصبحوا في الشوارع مدخنين مطوفين نصف النهار ترغبه يذهب يشتغل ، ترغبه وتقول له : النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " ما من مسلم يزرع زرعاً أو يغرس غرساً فيأتي إنسان أو دابة أو طائر فيأكل منه إلا كُتب له " أو بهذا المعنى .
إن رأيته غارق في الربويات تحذره من الربا ، من الأشياء التي المجتمع فيها .

وهنا أمور أريد أن أنبه إليها وهي : أنه لا ينبغي أن تطيل الخطبة ، الخطبة إن طالت فقدر ثلث ساعة نصف ساعة ، من الخطباء من لا ينتهي من خطبته إلا والمصلون يكركونه كلهم ، ويجب على الخطيب أن يلاحظ الناس هل هم ينعسون هل هم كذا يلاحظ ، حتى لو رأى أمراً عارضاً يتكلم فيه ؛ الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " يا فلان أصليت ركعتين ؟ " ، قال : لا ، قال : " قم فصلِ ركعتين " وهكذا لو سمع أحد يتكلم أو غير ذلك ، يلاحظ الناس .
فالخطبة لا ينبغي أن تزيد عن ثلث ساعة أو نصف ساعة ؛ ففي < صحيح مسلم > عن عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : " إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة على فقهه .
وهنا أيضاً أمرٌ : الدعاء للملوك والرؤساء في الخطبة بدعة ؛ اللهم إلا في وقت من الأوقات عمل الملك أو الرئيس أمراً طيباً في النادر تدعو له فلا بأس ، وقد أورد الزمخشري هاهنا سؤالاً فأحسن السؤال ولم يحسن الجواب قال : فإن قلت : فإن الله عز وجل يقول : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ " [ الجمعة : 9 ] فما ذكر الملوك والرؤساء ، فقال : إن كانوا صالحين فذكرهم من ذكر الله ، وإن كانوا غير صالحين فلا يجوز أن يذكروا ، لا ، لا يجوز أن يُذكروا .
كذلك أيضاً الترضية على الخلفاء الأربعة في خطبة الجمعة أيضاً بدعة لم تثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وقد ذكر هذا الشاطبي رحمه الله تعالى في كتابه < الإعتصام > .
وهكذا أيضاً ختم الخطبة بقول الله عز وجل : " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " [ النحل : 90 ] أيضاً بدعة ، من الذي أتى بها هو عمر بن عبدالعزيز من أجل أن الأمويين كانوا يسبون علي بن أبي طالب في آخر الخطبة فأتى بهذه الآية في آخر الخطبة ، فنعم ما أتى به وهو أنه وضع الآية موضعها " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ " ليس من العدل أن يُسب علي ، " وَالْإِحْسَانِ " ليس من العدل أن يسب علي ....

----------------
من شريط : ( صفة الأذان وبدعه )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف