الوارد عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وعن الصحابة التكبير ؛ لما روى البخاري ومسلم في صحيحيهما : ما كنّا نعرف انقضاء صلاة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إلا بالتكبير .
أما رفع الصوت فهذه لم تثبت : اللهم صل على محمد وعلى آله محمد ، وآخر يقول بعد الصلوات : " اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ " [ البقرة : 255 ] ، أما " اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ" فقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : " من قرأ آية الكرسي ، وقل هو الله أحد دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت " لكن لا ترفع صوتك ، تشوش على إخوانك .
وأما : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، اسمعوها كلها يا إخوان من أجل أن نتكلم على سندها بعد أن نذكرها : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
اللهم ترحم على محمد وعلى آله محمد ، كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
اللهم تحنن على محمد وعلى آل محمد ، كما تحننت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
اللهم سلم على محمد وعلى آل محمد ، كما سلمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
مع العجائب يا رجال أن أصحاب المصطلح ذكروا هذا الحديث في المسلسل مثالاً للمسلسل ، ويا حبذا لو أنهم قالوا إنه مسلسل بالكذابين كان أحسن ، لكن ذكروا في المسلسل لأن زيد بن علي قال : عدهن في يد أبي ، وأبوه يقول : عدهن في يد أبي ، وأبوه يقول : عدهن في يد علي بن أبي طالب ، وعلي بن أبي طالب يقول : عدهن في يد رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ورسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : عدهن في يد جبريل ، وجبريل - فيما يظهر لي - يقول : عدهن في يد رب العزة .
هذا الحديث ذكره الحاكم في المسلسل في < معرفة علوم الحديث > ، وذكره السيوطي ، وذكره صاحب < الروض النضير > في المجلد الخامس وهو من طريق عمرو بن خالد الواسطي الكذاب الذي كذبه وكيع وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين ، وهو من ضمن < المجموع > ، الراوي له عنه إبراهيم بن الزبرقان مختلفٌ فيه ، الراوي له عن إبراهيم نصر بن مزاحم وقد كُذب وقال فيه الذهبي : إنه كان زائغاً عن الحق ، ثم بعد ذلك هو في < معرفة علوم الحديث > أيضاً من طريق أبي بكر بن أبي دارم وقد قال تلميذه الحاكم : كان شيخنا يكذب ، فالحديث لا يثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، الحديث من حيث هو لا يثبت ، ثم لو ثبت من أين لهم أنه يقال عقب الصلوات ؟! ، ثم بعد ذلك أيضاً لو يقال عقب الصلوات من أين لهم أنه يُرفع به الصوت ؟! ، كل هذا لا يثبت ما هو إلا على سبيل التنازل .
إخواني في الله الذي يرفع صوته يشغل أخاه الذي يذكر الله ، ربما أنت تقرأ آية الكرسي وأنا أحب أن أقرأ : اللهم أعني على ذكرك ، وشكرك ، وحسن عبادتك ، ربما أنت تقرأ آية الكرسي وأنا أحب أن أقرأ : سبحان الله ، سبحان الله ، سبحان الله ، فأنت تشوش عليّ ما أدري ماذا قلت وماذا قرأت .
بقي إذا كان هناك من بقي عليه صلاة أيضاً يشوش ويُشغل ، ومن دخل وقد فاتته الصلاة ويريد أن يصلي يُشغل ، وهكذا الواعظين الذين يريدون أن يذكروا يصدونهم بهذه ، كنت أقوم في جامع الهادي وهم يقومون برنه مغردهم .
فعُلم من هذا أن هذا ليس بمشروع ، وأنا أعجب يا إخواني في الله أن الشافعية تأثروا بالزيدية ، بدعٌ كثيرة سرت من الشيعة إلى الشافعية ، ما هو السبب في هذا ؟ السبب في هذا أن المسئولين في الغالب يكونون من الشيعة ويدخلوه على إخواننا الشافعية وهم يعلمون أو لا يعلمون ، وربما لا يقبلون قاضياً إلا من كان حافظاً لـ < متن الأزهار > . والله المستعان .
فالمسألة تحتاج إلى رجوع إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
هناك أذكار : الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " يا معاذ إني أحبك فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك ، وشكرك ، وحسن عبادتك " .
الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عند أن جاءه فقراء المهاجرين فقالوا : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ، ولهم فضل أموال يتصدقون ، قال : " ألا أدلكم على شيئ إذا فعلتموه سبقتم من بعدكم " أو بهذا المعنى ، قالوا : نعم ، قال : " تسبحون الله دبر كل صلاة ثلاث وثلاثين ، وتحمدونه دبر كل صلاة ثلاث وثلاثين ، وتكبرونه ثلاث وثلاثين " .
ثم بعد ذلك أيضاً جاء أن من سبح ثلات وثلاثين ، وحمد الله ثلاث وثلاثين ، وكبر ثلاث وثلاثين عقب الصلاة غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر .
وبعد صلاة المغرب : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيئ قدير عشر مرات تقولها ، ومن قالها وعد بأجر عظيم .
فهناك أذكار عقب الصلوات ، ما يشغلونك باللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، ولا يشغلونك بشيئ عن هذه السنن الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .