هل يجوز لسائقي السيارات أن يذهبوا بالناس على سياراتهم إلى المشعوذين ؟
الزيارات:
2867 زائراً .
تاريخ إضافته:
12 ذو القعدة 1435هـ
نص السؤال:
هل يجوز لسائقي السيارات أن يذهبوا بالناس على سياراتهم إلى المشعوذين ، مع العلم أن المشعوذ يقول : إن النبي ليس بميت وأنه نور ثم إن الزوار يطلبون منه النفع والضر ؟
لا يجوز لأنه يعتبر تعاوناً على الإثم ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى " [المائدة:2 ] .
والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في < صحيح مسلم > من حديث أبي سعيد : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه : وذلك أضعف الإيمان " .
فالواجب أن ينكر على ذلك المشعوذ فضلاً عن أن يأخذ الراكبين إليه ، ولا ينبغي أن يأخذ الراكبين إليه من أجل طمع أو من أجل دنيا ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب " .
فهو يعتبر مشاركاً له في دجله ، وذكرت حديث رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " من أتى عرافاً فسأله عن شيئ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " .
فالدجال العراف الذي يدعي علم الغيب أو يزعم أنه يشفي المرضى حرام على المسلم أن يأتيه إلا منكراً عليه ، أما إذا أتاه منكراً عليه ومبيناً ما هو عليه من الضلال وما هو عليه من الكفر فهذا أمر حسن وواجب يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " [ آل عمران : 104] .
ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً " [ النساء : 114 ] .
فالواجب علينا أن ننكر عليهم فضلاً عن أننا نذهب بالركاب إلى أولئكم الدجالين ، والله سبحانه وتعالى أعلم .