ما هو الأولى في النزول إلى السجود هل هو تقديم اليدين أو الركبتين ، وهل الحديث الوارد في ذلك مقلوب على الراوي كما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى في < زاد المعاد > ؟ .
عندنا في هذه المسألة حديثان :
أحدهما : وائل بن حجر أنه رأى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ينزل على ركبتيه ، وهذا الحديث من طريق شريك بن عبدالله النخعي وقد ساء حفظه لما ولي القضاء ، وفيه إضطراب .
الحديث الثاني : حديث أبي هريرة من طريق محمد بن عبدالله بن الحسن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " إذا سجد أحدكم فليضع يديه قبل ركبتيه ، ولا يبرك بروك البعير " أو بهذا المعنى ، هذا الحديث أيضاً مطعونٌ فيه .
الحديث الأول قلنا : إنه ضعيف ، الحديث الثاني أيضاً مطعونٌ فيه ، يقول الإمام البخاري رحمه الله تعالى في محمد بن عبدالله بن الحسن الملقب بـ ( النفس الزكية ) يقول : إنه لا يتابع عليه ، ولا أدري أسمع من أبي الزناد أم لم يسمع ، لكن الذي يظهر أن الحديث صحيح على شرط مسلم ، لأنه لا يضر أتوبع أم لم يُتابع فهو موثق وثقه النسائي ، ثم بعد ذلك قول الإمام البخاري : لا يدري أسمع من أبي الزناد أم لم يسمع أيضاً لا يضر لأنهما مدنيان وقد تعاصرا في مدينة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
فحديث أبي هريرة في النزول على اليدين هو أصح ، وأما ما قاله الحافظ ابن القيم أنه مقلوب ، وروى رواية من طريق عبدالله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة فإنه من طريق عبدالله بن سعيد المقبري وهو متروك ليس بحجة .
فالصحيح من هذا هو النزول على اليدين ، والنزول على الركبتين يعتبر ضعيفاً ومضطرباً . والله المستعان .