هناك من يقول ليس هذا وقت الدعوة إلى التوحيد وترك التقليد ؟
الزيارات:
4621 زائراً .
تاريخ إضافته:
12 ذو القعدة 1435هـ
نص السؤال:
هناك من يقول : ليس هذا وقت الدعوة إلى التوحيد وترك التقليد والأمة تغرق ، وملايين من الناس يموتون وهم على الكفر ، وغيرهم يقول : الآلاف من الناس يموتون جوعاً ، ويشبهون الأمة بالشخص الغارق ، وطلاب العلم والعلماء بالشخص الذي يلوم الغارق ويقول له : لماذا ألقيت بنفسك ، وبدل أن يخرجه يقول له : كان يجب عليك أن تتعلم السباحة ، وبعضهم يستهزئ بالسلفيين ويقول : سيختلف السلفيون عند دخولهم الجنة أي الرجل يقدمون أهي اليسرى أم اليمنى فما ردكم على هذه الأقوال التي تكاثرت علينا ؟
الأمر بأن القوم يطالبوننا بأن نترك الدعوة إلى التوحيد وأن نبدأ بالتمثيليات ، والتصويتات ، وبالانتخابات ، ونبدأ بالحكم بالطاغوت وهم يشاركون فيه من خلال المجالس النيابية التي فيها : أن الأفراد من المجلس النيابي مشرعون ، وقد سمعت قول الله عز وجل : " أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ " [ الشورى : 21 ] .
فخبتم وخسرتم فسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ستدهمكم كما دهمت القبوريين ، وكما دهمت الصوفية وصيرتهم خاملين ، وكما دهمت الشيعة ، وكما دهمت الاشتراكية والبعثية والناصرية ، وأهل الباطل كلهم يهربون من السنة ولهم ضراط ، والتي يقول فيها النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " من رغب عن سنتي فليس مني " ، ويقول : " وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري " .
ويقول رب العزة : " فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " [ النساء : 65 ] .
ويقول : " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " [ النور : 63 ] .
قد سودتم وجوهكم أمام المجتمع ، فأنتم بالأمس تقولون : الديمقراطية كفر ، وأحدكم الآن يقول : أنا ديمقراطي .
وأنا أقول : هل الانتخابات إلا سبيل الديمقراطية ، وهل التصويتات إلا سبيل الديمقراطية ، وأقول لإخواننا البحريين : اخرجوا إلى إخوانكم أهل السنة لتروا الإخوان المفلسين وجوههم سوداء عليها غبرة ترهقها قترة ، ولا أكمل الآية فأقول : " أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ " [ عبس : 42 ] ، لا ، لأننا نعتقدهم أصحاب بدع ، وواقفين في وجه السنة ، وإخواننا في البحرين مُلبس عليهم .
فعليكم أن تتحروا من هذه الأفكار العفنة ، وادرسوا سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إذا أرتم أن تبصروا ، أما الليلة تمثيلية في صفة أبي جهل وكيف كان يؤذي النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، والقابلة تمثيلية في صفة الشيطان كيف يغر الإنسان ، والثالثة يمثلون ربنا سبحانه وتعالى كما حصل في محافظة ( حجة ) .
فاستحوا على أنفسكم ، واتركوا الناس يتبعون سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قبل أن تنزل عليكم صاعقة من السماء ، فماذا حققتم للإسلام ؟ حققتم التقارب بين الشيعة وأهل السنة ، ومعنى التقارب بين الشيعة وأهل السنة : أن أهل السنة يتنازلون عن السنة ، بل أقبح من هذا أن سكرتير حسن البنا كان نصرانياً ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ " [ آل عمران : 118 ] .
وأنصح إخواننا في البحرين بقراءة كتاب < الطريق إلى الجماعة الأم > ، وبقراءة كتاب < وقفات حول كتاب للدعاة فقط > ، وبقراءة ما يكتبه الشيخ ربيع بن هادي حفظه الله تعالى ، وكتاب < المخرج من الفتنة > .
وأنا أعجب كل العجب بأنهم يرمون أهل السنة أنهم لا يعرفون الواقع ثم تجد رأساً من رءوس الإخوان المسلمين يقول : لا بد أن نجمع الكلمة ونتعاون ونقف في وجه الشيوعية ، فإذا قيل له : أتعرف ميثاق الشرف ؟ فيقول : لا والله لا أعرف ، وما هو ميثاق الشرف ؟ أيها المغفل ! ميثاق الشرف : عشرة أحزاب في اليمن بعضها أحزاب كفرية اتفقت فيما بينها ألا يكفر بعضهم بعضاً ، وألا يبدع بعضهم بعضهم ، وأن يتعاونوا فيما بينهم .
ثم يقال له : هل تعرف التنسيق مع حزب البعث والحزب الناصري ؟ والتنسيق هو أنهم يوحدون دعوتهم فيقول صاحبنا : أعوذ بالله هذا كفر : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ " [ التوبة : 32 ] ، " لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً " [ آل عمران : 28 ] .
ويقال له : هل تعرف يا أخانا اللقاء الودي الذي جرى بين حزب الإصلاح والحزب الاشتراكي ؟ والله سبحانه وتعالى يقول : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ " [ الممتحنة : 1 ] .
فهم يدعوننا إلى أن نترك الكتاب والسنة ، وأقسم لكم بالله أمهم لا يقبلون مقبلاً معهم وهو على هذه الحالة ، لكن يضحكون على أصحاب اللحى من أهل السنة يقولون : هذا شق العصا ، وأحب أن يسمع شريط < كيف الصلح مع الإخوان المسلمين > فليست المسألة أننا مختلفون معهم على عشرين ألفاً أو أكثر ، فتأتي وتقول : أنا أقصدك يا أخي أن تقسمها نصفين ، بل المسألة مسألة دين وجنة ونار ، ولسنا مختلفين على قطعة أرض .
وتقولون : لا نبدأ بالتوحيد ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ " [ الذاريات : 56 - 58 ] .
واقرءوا قصص الأنبياء كلها فكل واحد منهم يدعو قومه إلى أن يعبدوا الله .
وفي < الصحيحين > عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لما بعث معاذاً إلى اليمن قال : " إنك ستأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أو ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله " ، وهؤلاء يبدءون بالتمثيليات يقولون : من أجل أن نحبب إليهم الإسلام .
فسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - منتشرة شئتم أم أبيتم ، فقد استيقظ الشباب اليمني بفضل الله ، واستيقظ الشباب في أرض الحرمين ونجد ، وفي السودان ، وفي ليبيا ، وفي الجزائر : " اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ " [ الأعراف : 3 ] .
" وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ " [ الأنعام : 153 ] .
ونحن نعتبر كلامكم هراء ولن يثنينا عن سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ونحن ندعو ونبين من أجل أتباعكم الذين أضللتموهم ، وأما من قد فتن بالمناصب أو بالزعامة فالله أعلم أيرجع أم لا يرجع .
وأما قولهم بترك التقليد فهو مرتع خصب للحزبيين ، الاعتراف بقرارات الأمم المتحدة ، واحترام الرأي والرأي الآخر ، خبتم وخسرتم فرأي الخمّار مثل رأي كتاب الله فيطرح القرآن على أنه رأي من الآراء ـ فإذا طرح قرار للتصويت لعله لا يصوت لصالح القرآن إلا ثلاثة أو أربعة أصوات ، والأغلبية لإباحة الخمر ، أو إباحة الزنا ، أو إباحة اللواط .
فأهنتم دين الله ، وعرضتم دين الله للمهانة ، فارجعوا إلى كتاب ربكم .
ونحن إذ نحرم التقليد فإن ربنا عز وجل بين أن التقليد أصل من أصول الكفر كما قاله الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتابه < مسائل الجاهلية > ، وليس معناه أن المقلدين للأئمة يعتبرون كفاراً ، لكنهم يعتبرون مبتدعة ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم حاكياً عنهم : " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا " [ النساء : 61 ] .
ويقول سبحانه وتعالى : " وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ " [ البقرة : 170 ] .
فالتقليد مرتع خصب لأصحاب الباطل مثل أصحاب الموالد والحزبيين ولغيرهم من قبل أعداء الإسلام يقولون : رأينا الناس تحزبوا فتحزبنا ، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته ، وارجع إلى كتاب الشوكاني < القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد > والكلام على التقليد في < إعلام الموقعين > للحافظ ابن القيم ، والكلام على التقليد أيضاً في < إيقاظ همم أولي الأبصار > وفي كتب شتى ، فقد أشبع العلماء الكلام فيها ، ومن هذه الكتب الصغيرة < هدية السلطان إلى مسلمي اليابان > .
وأما تشبيههم الأمة بالشخص الغارق وطلاب العلم والعلماء بالشخص الذي يلوم الغارق فهم يطلبون منا أن نحلق لحانا حنى نكون مرنين ، ونشتري التلفاز وندخله إلى بيوتنا ، تنظر إليه نساؤنا ، وننظر نحن إلى الفتيات الجميلات ، ويطالبوننا أيضاً بلبس البنطلونات ، بالدخول في الجيش ولو ارتكبنا محرماً ، ويطالبوننا بالتنازل عن السنة .
فيا أيها المغفل ! هل المجاعة والفقر بسبب التمسك بالدين ، أم بسبب الذنوب ؟ يقول الله سبحانه وتعالى : " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ " [ النحل : 112 ] .
ويقول سبحانه وتعالى : " لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ " [ سبأ : 15 - 16 ] .
ويقول سبحانه وتعالى : " وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا " [ الجن : 16 ] .
ويقول : " وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم " [ المائدة : 66 ] .
ويقول : " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " [ الأعراف : 96 ] .
فالقوم جمعوا بين الجهل والضلال ، وقد قلت ذات مرة لأحد شباب الإخوان المسلمين جاء يتجسس ماذا نقول فقلت له : ائتني بورقة أكتب لك إن دعوة الإخوان المسلمين مبنية على جهل وضلال من أجل أن تستريح .
وأنا آسف فإن بعض مشائخ نجد يعتبر الناس كلهم أهل سنة ، مثل بعض الناس العامة عندنا يقولون : فلان سني ، فيقال له : وما يدريك أنه سني ؟ يقول : لقد رأيته يضع يده اليمنى على يده اليسرى في الصلاة ، فهل هذه هي السنة ؟! .
فها هم الصوفية بحضرموت يضعون أيمانهم على شمائلهم في الصلاة ، وهكذا بأرض الحرمين .
أما استهزاؤهم بالسلفيين وأنهم سيختلفون عند دخول الجنة أي الرجلين يقدمون اليمنى أم اليسرى ، فنقول لهم : قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين .
فأهل السنة بحمد الله ماذا تنقمون منهم ؟ ونقول لكم :
أقلوا عليهم لا أباً لأبيكم ***** من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
من الذي بين ضلال الشيوعية ؟ .
ومن الذي بين ضلال البعثية تبراً منها ؟ .
ومن الذي تبرأ إلى الله من العلمانية ؟ .
ومن الذي تبرأ إلى الله من الدعوات التي تأتينا من قبل أعداء الإسلام ؟ .
إنهم الشباب الغرباء ويصدق عليهم قول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء " ، إنهم الشباب الغرباء من كل بلد الذين ينكرون هذه المنكرات .
ثم أنت تدعي أمراً غيبياً فمن قال لك : إنهم سيختلفون ؟ فإما أن تكون لا تخاف الله عز وجل ، وإما أن تكون جاهلاً في غاية من الجهل ، لست أول من رمى أهل السنة بالعظائم .
فقد ماتت المعتزلة ، وماتت الجهمية ، وستموت أنت وتبقى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وعلى رغم أنفك ، فعليك أن تنقذ نفسك من الضلال فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " إن لكل عمل شرة ، ولكل شرة فترة ، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك " .
ولا تستطيع أن تقول أكثر مما قال أعداء السنة في الزمن المتقدم فكانوا يقولون : إن أهل السنة حشوية ، وقال بعضهم :
زوامل للأخبار لا علم عندهم **** بجيدها إلا كعلم الأباعر
لعمرك ما يدري المطي إذا غدا **** بأحماله أو راح ما في الغرائر
فأهل الحديث هم الذين حفظ الله بهم الدين وإن رغمتم ، ولقد أحسن الحافظ الصوري إذ يقول :
قل لمن عاند الحديث وأضحى ***** عائباً أهله ومن يدعيه
أبعلم تقول هذا أبن لي ***** أم بجهل فالجهل خلق السفيه
أيعاب الذين هم حفظوا **** الدين من التراهات والتمويه
وإلى قولهم وما قد رووه **** راجع كل عالم وفقيه
ورب مؤلف يسود أوراقاً في الفقه فيأتي المحدث ويقول : الحديث الذي بنيتم عليه هذا هو حديث ضعيف .
وكم من خطيب خصوصاً من الأزهريين ومن الإخوان المفلسين ومن جماعة التبيلغ ويهز رأسه وينطح ويركض وقد بنى على حديث : لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به ، والحديث ضعيف كما في < جامع العلوم والحكم > لابن رجب .
أو على حديث : الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ، والحديث ضعيف .
والشيعي قام من الجانب الآخر يعقب على ذلك الأزهري وقال : أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق وهوى .
والسني متفرج عليهم يضحك مما هم عليه من الخبط والخلط .
فأنصحكم لله عز وجل أن ترجعوا إلى السنة ، ويعجبني كلام الشوكاني إذا رأى شطحات كبيرة من الزيدية يقول : هذا شأن من أعرض عن سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
ونحن نقول للذين يخترعون هذه الأقوال : هذا شأن من أعرض عن شرع الله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا " [ الأحزاب : 70 - 71 ] .
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت .
ولا علينا أن تقولوا ما تقولون وأن تنشر جرائدكم ومجلاتكم ما تريدون فإنها لن تزيد السنة وأهلها إلا رفعة :
وإذا أراد الله نشر فضيلة ***** طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار في جزل الغضى **** ما كان يعرف طيب نشر العود
فالسنة تمشي على أحسن حال ، وقد حقق الله الخير الكثير .
فننصحكم بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ونحذركم من الوقوف حجر عثرة في طريق السنة .
---------------
راجع كتاب : ( فضائح ونصائح ص 15 إلى 26 )