هذا من طريق موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف ؛ فالحديث ضعيف ، لكنه جاء في < صحيح ابن حبان > من طريق موسى بن عقبة بدل موسى بن عبيدة ، وقد كنا فرحنا بهذا وإذا المصادر كلها تقول : موسى بن عبيدة ، فالتصحيف إلى مصدر واحد أقرب منه إلى مراجع كثيرة .
فالذي يظهر أنه تصحف في < صحيح ابن حبان > موسى بن عبيدة إلى موسى بن عقبة فهو لم يثبت .
والشيء بالشيء يُذكر كما أنه لا ينبغي أن يداوم وأن يقول وأن يختم الخطبة الأولى : استغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفره إنه هو الغفور الرحيم ، كذلك أيضاً ذكر الآية " إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " [ الأحزاب : 56 ] هذا لم يثبت أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قرأ في خطبته .
أيضاً الدعاء للسلاطين في الخطبة ، إذا علم السلطان أمراً طيباً وأحببت أن تدعو له في خطبة واحدة أما على الإستمرار فلا .
ولا إله إلا الله كم سفك من دماء من أجل أن يذكر فلان في الخطبة ، ويعجبني ما قاله صالح بن مهدي المقبلي رحمه الله لحاكم عصره - ما أذكر أهو إسماعيل بن القاسم أو هو محمد بن أحمد صاحب < المواهب > - قال له : لماذا تقاتلون أهل صعدة ، أتقاتلونهم من أجل أن يسلموا فهم مسلمون ، أم تقاتلونهم من أجل أن يستقيموا فهم مستقيمون ؟ - ذكر هذا في < العلم الشامخ > الظاهر أو ذكره إسماعيل الأكوع - ، أو تقاتلونهم قال من أجل الاستقامة فهم مثل الذين تحت أيديكم ؟ فما بقي مبرر لقتالهم إلا أن يذكر الإمام في الخطبة !!! .
نعم دماء تُسفك إذا قرأت تاريخ اليمن عند هؤلاء الذين يزعمون أنهم كسفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرف وهوا ، دماء المسلمين تُسفك من أجل أن يُذكر في الخطبة . والله المستعان . هذا أمر يا إخوان .
أيضاً ختم الخطبة بـ : " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " [ النحل : 90 ] ، عمر بن عبدالعزيز قالها لمناسبة عظيمة ونعم ما قال ، قالها في خطبة ما قالها في جميع خطبه ، عمر بن عبدالعزيز قالها في مناسبة وهو أن بني أمية كانوا يسبون بيت آل النبوة وعلي بن أبي طالب فب خطبهم ، فكانوا ينتظرون منه أن يسب بيت آل النبوة فما أحسن ما وضع الآية موضعها " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " [ النحل : 90 ]، وإنه لبغي واعتداء وفحشاء ومنكر أن يُسب بيت أهل النبوة ، إنهم يسبون علي بن أبي طالب ، ويسبون غيره من الأفاضل من آل بيت النبوة ، ما يسبون الهادي لو سبوا الهادي ما قلنا لهم لا تسبون الهادي ، ولا يسبون عبدالله بن حمزة ، ولا مطهر بن يحيى شرف الدين ، ولا غيرهم من هؤلاء الدمويين السفاكيين لدماء المسلمين والله المستعان .
أيضاً الدعاء في الخطبة في كل خطبة دعاء مستمر ، النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - دعا في الاستسقاء ، أما أن نختم كل خطبة بدعاء هذا أيضاً ليس بمشروع .
أيضاً ذكر الخلفاء الراشدين ، خصام بين الزيدية والشافعية ، نقدم علياً أم نقدم أبا بكر في الخطبة ؟! ، وهذا كله ليس بوارد لا تقديم علي ولا تقديم أبي بكر أبردوا بأنفسكم واطمئنوا ما في دليل لا على هذا ولا على هذا في الخطبة ، المهم ما ثبت ، لو أن الخطبة من أولها إلى آخرها في فضائل أبي بكر أو في فضائل عمر أو عثمان أو علي لا بأس خطبة واحدة في فضائل هؤلاء الصحابة الأجلاء ، أو في فضائلهم ، أما أن يذكروا في كل خطبة في الحرمين وفي غير الحرمين ( وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ) هذا ما ثبت يا إخوان ، وقد ذكر هذا الشاطبي في < الإعتصام > وأن الناس أساءوا به الظن لما قال أن هذا ليس بمشروع .
---------------
من شريط : ( الأجوبة الوادعية على الأسئلة اليافعية )