الأصل أن الكفر يطلق على المخرج من الملة ، لكن إذا كان كفراً عملياً مثل : قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " اثنتان في الناس هما بهما كفر : الطعب في الأنساب ، والنياحة على الميت " ، فهاتان الخصلتان لا توجبان الكفر المخرج من الملة ، هذا أمرٌ .
أمر آخر أيضاً : أن الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض " ، وهذا أيضاً ليس مخرجاً عن الملة ما لم يستحل ؛ بدليل أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال كما في < الصحيحين > من حديث أبي بكرة : " المسلمان إذا التقيا بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار " ، قيل : يا رسول الله ! هذا القاتل فما بال المقتول ؟ ، قال : " إنه كان حريصاً على قتل أخيه " فسماهم النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - مسلمين كما قال البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان .
وأيضاً رب العزة يقول في كتابه الكريم : " وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " [ الحجرات : 9 ] ، أيضاًَ سماهم الله مؤمنين كما قاله البخاري في < صحيحه > رحمه الله تعالى ، زيادة على هذا أن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه لما قاتل الخوارج وسئل : أكفارٌ هم ؟ ، قال : من الكفر فروا .
وأيضاً لما تقاتل هو ومعاوية رضي الله عنهما ما كفر أصحاب معاوية ، ولا أصحاب معاوية كفروا أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، فهذا دليل على أن القتال بين المسلمين هو يعتبر كبيرة من أكبر الكبائر لكن ما يكون مخرجاً من الملة اللهم إلا أن يستحل ، إذا كان مستحلاً لدماء المسلمين فهذا يعتبر خارجاً من الملة كما هو شأن بعض الشيوعيين وبعض البعثيين الذين إذا وجدوا أقل شيئاً من المسلم ، وهكذا أيضاً جماعة التكفير فهو يعتبرون خوارج فهم يكفرون المسلمين ، ومنهم ربما من يستحل دماء المسلمين ، لكن علي ما سماهم كفاراً فنحن نعتقدهم مبتدعة الذين هم جماعة التكفير الخوارج ، وهم موجودون جماعة التكفير باليمن بالبيضاء من أجهل خلق الله ، أفٍ لكم ! تستحلون دماء المسلمين ولا تسألون العلماء ، وموجودين أيضاً في الدليل بين أب ويريم وهم إلى أب أقرب ، وموجودين أيضاً ربما وجد أناسٌ في العدين ، وفي عتمة قليل ، وفي السودان ، وفي مصر ، وفي الجزائر ، والسبب في هذا هو الجهل ، السبب عدم قيام العلماء بما أوجب الله عليهم ، ولو قام العلماء بما أوجب الله عليهم وبينوا أن هذه الفرقة تستحل دماء المسلمين ، وأن هذه الفرقة تعتبر مبتدعة لرجع كثيرٌ ممن معهم ، وبينوا للناس أن كثيراً من الذنوب التي يرتكبها كثير من المسلمين لا توجب كفراً مخرج من الملة .
رجعنا إلى الشيوعيين والبعثيين فهم يفرحون بأدنى خطأ من المسلمين ويضخمونه من أجل أن يستحلوا بذلك دماء المسلمين ما هم عند ذا ولا ذاك والله المستعان .
--------------
من شريط : ( الأجوبة الوادعية على الأسئلة اليافعية )