حول الحكم بالقوانين الوضعية

الزيارات:
4378 زائراً .
تاريخ إضافته:
6 محرم 1436هـ
نص السؤال:
حول الفرق بين المبدل لحكم الله والمُشرع لغير حكم الله والحاكم لغير ما أنزل الله هل بينهما ضبط ؟
نص الإجابة:
هو لابد أن يكون إذا توفرت الثلاثة الشروط في ذا أو ذاك :
أن يكون عالماً ، فإذا كان جاهلاً فهو معذورٌ بجهله .
الشرط الثاني : ألا يكون مكرهاً ، فإذا كان مكرهاً فرب العزة يقول في كتابه الكريم : " إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا " [ النحل : 106 ] ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " .
الشرط الثالث : أن يرى ما أتى به مماثلاً للشرع أو أحسن من الشرع " أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ " [ المائدة : 50 ] .

وعلى كلٍ فهؤلاء الذين يأتون بقوانين وضعية يعتبرون جهالاً ؛ وإلا فالدين تدخل في جميع القضايا وأولئك يأتون بقوانين وضعية يُعمل بها سنة أو سنتين أو ثلاث ثم تتغير وتتبدل ويزاد فيها ويُنقص ، لكن الدين ما شاء الله حتى كما قيل لبعض الصحابة : لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة ، قال : أجل ، لقد نهانا أن نستقبل القبلة ببول أو غائط أو نستدبرها . أو بهذا المعنى .
وتدخل بين الزوج وزوجه ، وهكذا أيضاً بين الأب وابنه ، وفي قضاياك الخاصة ؛ فو الله لشمول هذا الدين يدل على أنه من عند الله ، لو لم يكن إلا الشمول ، كيف تدخل في قضايا حتى في قضايا القلوب " لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " [ البقرة : 284 ] ، حتى أنهم قالوا في الأثر : إن الله ليزع بالسلطان ما لم يزع بالقرآن ، ليس بصحيح ، بل الوازع القرآني أعظم ، بدليل ان السلطان لو قال : من أكل غداً قتلته ، فممكن أن تدخل بيتك وتأكل والسلطان لا يدري ، لكن الله سبحانه يدري .
فشمول هذا الدين لا يحتاج إلى أن نستورد قوانين وضعية ، ما أحوج فرنسا ، وما أحوج أمريكا ، وما أحوج بريطانيا ، ما أحوجهم إلى هذا الدين ، وإلى هذه القوانين السماوية المنزلة من حكيم حميد ، منزلة ممن يعلم السر وأخفى .

---------------
من شريط : ( الأجوبة الوادعية على الأسئلة اليافعية )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف