معنى الحديث أن الميت الذي لم يوصِ أهله بأن لا يبكوا عليه أو أوصاهم بأن يبكوا عليه ، أما إذا لم يوصِ تعمداً من أجل أن يبكوا عليه أو أوصاهم أن يبكوا عليه كما قال :
إذا مت فابكيني بما أنا أهله **** وشقي علي الجيب يا ابنت معبدِ
هذا الذي يُعذب ببكاء أهله ، أما إذا كان هو ينكر ذلك في حياته ، ولم يقرهم على هذا فإذا كان الأمر كذلك فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ " [ الإسراء : 15 ] .
على أن البكاء وحده بدون تسخط لا يأثم الشخص عليه ولا يعذب كما قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في ولده إبراهيم : " العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون " .
أيضاً لما رُفع إليه ابن ابنته ونفسه تقعقع كالشن بكنى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فقال سعد : ما هذا يا رسول الله ؟ ، قال : " إنما هي رحمة جعلها الله في قلوب عباده الرحماء " .
----------------
من شريط : ( الشفاء في أجوبة نساء المكلاء )