الكفاءة ، الصحيح أن المعتبر فيها هو الدين : " تُنكح المرأة لأربع : لجمالها ، ومالها ، وحسبها ، ودينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك " .
والإمام البخاري رحمه الله تعالى يذكر : الكفاءة في الدين ، ويستدل بقوله تعالى : " وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا " [ الفرقان : 54 ] ثم ذكر البخاري حديث ضباعة ، وأنها قرشية كانت تحت المقداد ، وذكر أيضاً امرأة سالم مولى أبي حذيفة ، وهو مولى ، وهي حرة .
أيضاً الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " يا بني بياضة انكحوا أبا هند وانكحوا إليه " ، وكان رجلاً حجاماً .
وزوج فاطمة بنت قيس - وهي فهرية قرشية - بأسامة بن زيد وهو مولى ، قال لها : " انكحي أسامة " .
فالمعتبر هو الدين ، ولا إله إلا الله ، كم حُرم الفاطميات من الزواج بالأكفاء ، ولله در محمد بن إسماعيل الأمير رحمه الله تعالى إذ يقول في كتابه < سبل السلام > : اللهم إنا نبرأ إليك من شرط رباه الهوى ، وولده الجهل والكبرياء ، شرط ليس في كتاب الله ، ولا في سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ولقد حُرمت الفاطميات ما أحل الله لهن . أ.هـ
وآخرون عندهم الكفاءة ؛ المعارض ، والسيارات ، ولو كان الشخص خمّاراً ، ولو كان فويسقاً ، بعتها بل والله أسأءت إلى ابنتك تزوجها بفويسق ؟!! ، من أجل أنه يملك معارض ، ومن أجل أنه يملك عمائر ، ومن أجل أنه يملك سيارات ؛ خبت وخسرت ، وبعد أيام تبقى في مشاكل ، لو اخترت رجلاً صالحاً ، إن أحب ابنتك أكرمها ، وإن أبغضها ما أهانها ، ربما تكون البنت متعلمة ، وتكون ممن يرجى أن ينفع الله بها الإسلام والمسلمين ، ثم يقال : إنها بنت فلان وليست كفوء لفلان ، أو إنها ابنته فلان والقبيلي ليس كفؤاً لها .. المهم طبقات طبقات !!! .
الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " أربع في أمتي من أمور الجاهلية لا يتركونهن : الفخر بالأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة على الميت " .
وأنا لا أقول لك : تزوج ابنتك بدوشان شحاث فسيعطيها مزود في اليوم الثاني تروح تشحث ، فهذا ليس بكفء ، لكن لو وجد دوشان متمسك بالكتاب والسنة فهو كفء ، الكفاءة في الدين .
قيل لهاشمي وهو من الهاشمية بعيد : لو تقدم لك هاشمي وهو خمَّار وهو لا يصلي ، وآخر رجل صالح لكن ليس بهاشمي ، أيهما تزوج ؟ قال : الخمَّار الذي لا يصلي وهو هاشمي .
بل اقبح من هذا أن اسماعيل بن القاسم قال : يُقتل لأنه كافر بدل دينه إذا تزوج بهاشمية ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من بدل دينه فاقتلوه " !!! .
بدعة حدثت في القرن السادس ، أحدثها أحمد بن سعد الدين المسوري ، فقيه مسكين ، يريد يحبب بنفسه عند السلطان الحاكم الهاشمي ، وقال : إنها لا تجوز .
اقرءوا < المحبر > ؛ تجدون هاشميات تزوجن بغير هاشمي ، النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - زوج ابنته بعثمان فماتت - عثمان ليس بهاشمي - ، ثم زوجه الثانية ، فماتت ، فقال : " لو أن لنا ثالثة لزوجناكها يا عثمان " .
الهادي زوج بناته من الطبريين ، وهكذا صالح بن مهدي المقبلي تكلم على هذه المسالة في كتابه < العلم الشامخ > بكلام شافٍ واف : " ليس منا من ضرب الخدود ، وشق الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهلية " .
امرأة صالحة طالبة علم ، وبنت الشيخ فلان ما تصلي ؛ فإذا تزوجت بنت الشيخ فلان فأنت بطل ما شاء الله معك بنت الشيخ !! .
وإذا تزوجت هذه المرأة الصالحة التي ربما من أجدادها من زاول مهنة خسيسة قالوا : هذا سنخرجه من الصحب . [ أي القبيلة ] .
اسمع اسمع يا هذا ؛ رب العزة يقول في كتابه الكريم مبيناً تفضيل الكلب المعلم على غير الكلب المعلم : " يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۙ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ۖ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ " [ المائدة : 4 ] .
المهم نعرات جاهلية ما أنزل الله بها من سلطان . والله المستعان .
اذهبوا واخطبوا من إبراهيم الشهاري ابنته ، أو اخطبوا من فلان وفلان الهاشمي ابنته ماذا سيقول ؟! .
فهذه أمور جاهلية ستزول بإذن الله تعالى إذا تفقه الناس في الكتاب والسنة .
ثم وصيتي لك أيها السني إذا أكرمك صاحبك وزوجك بأخته أو ابنته أن تحترمها ، وألا تنسى المعروف ، ما تقول : هذه جاءتني بدون شيء ، لا يا إخواننا ، بل يجب أن تكون ذا معروف ، وأن تقابل المعروف بالمعروف . والله المستعان .
-------------------
من شريط : ( الشفاء في أجوبة نساء المكلا )