من المعروف أن كل ما في البخاري صحيح ولا يوجد فيه حديث ضعيف هل معنى هذا أن البخاري لم يخطئ في صحيحه مع أن المعروف أن الإنسان معرض للخطأ وأنه غير معصوم فهل ذلك منافي لذلك الأصل ؟
< صحيح البخاري > يقول ابن الصلاح فيه وفي < صحيح مسلم > : إن أحاديثهما تفيد العلم اليقيني النظري إلا أحاديث يسيرة انتقدها الحُفاظ كالدارقطني وغيره .
أقصد من هذا أننا لا نقول : كل ما في البخاري صحيح ، حسبه أنه أصح كتابٍ بعد كتاب الله لأن الدارقطني انتقد نحو مئتي حديث ، وتم له الانتقاد في بعضها .
ففي < صحيح البخاري > عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما : أن ذئباً عدا على غنم فأكل شاة ثم استفلتت منه فذبحته امرأة بمروة ، فأراد الحافظ ابن حجر أن يدافع عنه ، ثم قال الحافظ : إنه مضطرب ، وفي الجواب عنه تسلف وتعسف ، هذا أمر .
ايضاُ في < صحيح البخاري > عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن يغوث ووداً وسوعاً كانت قبور رجال صالحين ثم عبدهم المتأخرين ، في < صحيح البخاري > يقول الحافظ : إنه من طريق عطاء بن السائب وعطاء بن السائب لم يسمع من ابن عباس ، قال الحافظ : ولكل جواد كبوة ، ولكل فارس غفوة .
ثم بعد ذلك أحاديث معلقة في < صحيح البخاري > ليس لها حكم < صحيح البخاري > فمنه ما هو في < صحيح البخاري > ، ومنه ما هو خارج < صحيح البخاري > ، والمعلقات تنقسم إلى قسمين : إلى معلق بصيغة الجزم ، ومعلق بصيغة التمريض .
فنحن ما نقول : كل ما في < صحيح البخاري > صحيح ، ولا أيضاً نفتح الباب للعصريين الذين يضعفون بحسب ما يهوون ، ويصححون بحسب ما يهوون ، ما نفتح الباب لهم ، بل ما صححه البخاري وعلمائنا فهو الصحيح ، وما قالوا: إنه ضعيف فهم أعلم بذلك .
----------------
من شريط : ( أسئلة وأجوبة في صنعاء )