صوت المرأة إذا رققته يقال فيه : فتنة ، ولا يقال فيه : عورة ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان " .
ويقول الله سبحانه وتعالى : " فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا " [ الأحزاب : 32 ] .
وثبت في< الصحيحين > من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة : العينان زناهما النظر ، والإذنان زناهما الإستماع ، واليد زناها البطش ، والرجل زناها المشي ، والقلب يهوى ويتمنى ، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه " .
ولقد أحسن من قال :
نظرة فابتسامة فسلام ***** فكلام فموعد فلقاء
ورب العزة يقول في كتابه الكريم في نساء النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - اللآتي هن أطهر قلوباً من نسائنا وفي الصحابة الذين هم أطهر قلوباً منا : " وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ " [ الأحزاب : 53 ] .
على المرأة ألا ترقق صوتها إذا أُحتيج إلى مخاطبتها ، وعلى الرجل كذلك أن يتنبه أن يفتنه الشيطان ، فربما يكون رجلاً صالحاً وما تدري إلا وقد فُتن ، كما قال الشاعر :
قل للمليحة في الخمار الأسود **** ماذا فعلت بناسكٍ متعبدِ
قـد كان شمر للصلاة ثيابــه **** حتى عرضت له بباب المسجد
ردي عليـه صلاتــه وصيامــه **** لا تفتنيه بـحق رب محـمـد
فعلى المرأة أن تتقي الله سبحانه وتعالى ، وألا تتسبب في فتنة الرجل ، وعلى الرجل أيضاً أن يتقي الله سبحانه وتعالى وألا يتسبب في فتنة المرأة ، وربما تسبب في فراقها من زوجها وأبناءها ، نعم الأمر خطير ، علينا جميعاً أن نتقي الله سبحانه وتعالى ، وأن نغض أبصارنا " قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ " [ النور : 30و31 ] .
ولقد أحسن من قال :
كل الحوادث مبدؤها من النظر **** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في قلب صاحبها **** فعل السهام بلا قوس ولا وتر
يسـر مقلته مـا ضــر مهجتـه **** لا مرحباً بسرور جاء بالضرر
أنت طالب علم ، وربما تحفظ القرآن ، وتحفظ آحاديث رسسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ربما بعد فتنة المرأة ما تدري إلا وقد أصبحت موسوساً ، بل أعظم من هذا وقد أصبحت فويسقاً .
فعلينا أن نسأل الله أن يعيذنا من الفتن ؛ يقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " متفق عليه عن أسامة بن زيد .
-----------------
من شريط : ( الشفاء عن أجوبة نساء المكلا )