موقفهم أنهم يعتبرونه صحابياً تناله الفضائل العامة ، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الحسنى " ، وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " لا تسبوا أصحابي ، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " .
معاوية كما سمعتم يعتبر باغياً الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في الصحيحين من حديث أبي سعيد ، وفي بعضها من حديث أبي سعيد عن أبي قتادة أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " تقتل عماراً الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار " ، والأحاديث في هذا كثيرة بل هي متواترة ، وهي أحاديث : " تقتل عماراً الفئة الباغية " ، فمعاوية وحزبه يعتبرون بغاةً ، لكن بغيهم لا يخرجهم عن الإيمان يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ " فسماهم الله مؤمنين ، ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " المسلمان إذا التقيا بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار " ، قيل : يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ ، قال : " إنه كان حريصاً على قتل أخيه " .
ثم بعد ذلك ينبغي لنا أن نشتغل بأنفسنا ، يا إخواننا جزاكم الله خيراً نحن في واد ، والصحابة رضوان الله عليهم في واد ، وأصبحنا نتشاغل بما رأيك بمعاوية ، وما رأيك في بني أمة ، ولقد أحسن من قال - وقبل أن أقول هذه الأبيات أذكركم بقول الله عز وجل : " يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا " - قلنا لقد أحسن من قال :
لعمري إن في ذنبي لشغلاً
لنفسي عن ذنوب بني أميَّهْ
على ربي حسابُهُمُ جميعاً
إليه علم ذلك لا إلي
وليس بضائري ما قد أتوه
إذا ما الله يغفر ما لدي
أنا وأنت غارقون يا أخي بين الذنوب والمعاصي والفتن ، ثم بعد ذلك نتشاغل بالصحابة الذين قد أخبر الله سبحانه وتعالى أنه قد رضي عنهم يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ " ، ولكن معاوية لم يكن أسلم آن ذاك لأنها في غزوة الحديبية ، ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " ، ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ " ، ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بعد أن ذكر المهاجرين والأنصار : " وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ" .
ينبغي لنا أن نتشاغل بأنفسنا ، وبوضعنا وبما نحن عليه ، " يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ " يقولون : أنها من أعظم الأدلة على سلامة صحابة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
فالقصد يا إخوان لا يشغلنكم المغرضون ، ربما تدخل مجلساً ويقولون : ما رأيك بمعاوية ، أو تدخل مجلساً ويقولون : ما رأيك بالقات ، وهو يريد أن يصدك عن الكلام الذي تريد أن تتكلم به وتنقذ المجتمع .
وينبغي أن نذكر إخواننا الشيعة - شيعة اليمن - أن هناك شيوعيين ، وبعثيين ، وناصريين ، يريدون التحريش بين أهل السنة وبين إخوانهم الشيعة ، فنحن لا نكتمكم أننا نعتبركم مبتدعة ، لكن ممكن أن ترجعوا إلى السنة في أسرع وقتٍ ، تدخلوا في سنة رسول الله ، والسنة ليست حقنا ، ولا حق آبائنا ، بل هذا يعتبر شرفاً لكم ، أننا ندعوكم نحن وأنتم نتبع جدكم رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .