بل أحب أن أنصحهم جميعاً ، المتمسكين وغير المتمسكين ، أنصح الأخوة المتمسكين أن يستمروا على ما هم عليه ، وأن يجدوا ويجتهدوا في تحصيل العلم النافع ، وأن يقتدوا بسلفهم الصالح .
وأما غير المتمسكين فليعلموا أنها ليست دعايات أهل السنة التي أنزلتهم من منزلتهم ، وجعلت الناس يكرهونهم ، ليست دعايات أهل السنة ، ولكنها ذنوبهم .
أنصحهم أن يتركوا الأعمال في الضرائب والجمارك والبنوك الربوية ، وأن يتركوا إرسال بناتهم وأولادهم إلى الخارج ، وليقتدوا برسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وأن يحيوا بيوت الله بالعلم النافع ، النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه فيما بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وحفتهم الملائكة ، وغشيتهم الرحمة ، وذكرهم الله فيمن عنده .
فالآن أصبحت بيوت الله معطلة ، وأبناء الهاشميين كغيرهم ، ثم بعد ذلك يريدون من غيرهم أن يعظمهم ، أنصحهم أن يقتدوا بعلي بن أبي طالب ، اقتداء - فرق بين الاقتداء والتقليد - وبرسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وأن ينظروا إلى هذه الدنيا كما نظر إليها رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ونظر إليها علي بن أبي طالب .
وأهل بيت النبوة لهم منزلة رفيعة في نفوس جميع المسلمين ، لكنهم هم أهانوا أنفسهم ، يقول الله سبحانه وتعالى : " ومن يهن الله فما له من مكرم " ، فهم الذين تسببوا في إهانة أنفسهم ، ثم بعد ذلك أيضاً مسألة الرشوة التي في المحاكم ، الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لعن الله الراشي والمرتشي " ، أما أن يبقى صاحبنا يبرم العمامة ، ثم بعد ذلك يصير لصاً في وزارة العدل ، أو في المحكمة ، يأتيه الشخص الطيافة بعشرة آلآف أو بستة آلآف ، والكُتاب لصوص ، والحاكم نفسه لص ، ثم بعد هذا يطالبوننا أن نقبل ركبهم ، وأن نحبهم .
وأنصحهم أن يرجعوا إلى الكتاب والسنة . ليس بيننا وبينهم أي عداوة إذا رجعوا إلى الكتاب والسنة ، بمعنى الكتاب والسنة لا بمعنى ما يهوون ، العقيدة المعتزلية عقيدة جاهلية ، يتبرؤون منها ، هكذا العقيدة الرافضية ، فأنصحهم أن يرجعوا إلى كتاب الله ، وأن يحرصوا على تعليم أبنائهم كتاب الله ، فالرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من قرأ القرآن وعمل به ألبس تاجاً ضوءه أحسن من ضوء الشمس يوم القيامة ، ويكسى والداه حلتين لاتقوم لهما الدنيا ، فيقولان : بم كسينا هذا ، فيقال : بأخذ ولدكما القرآن " .
أما يا إخواننا أن يكون الهاشمي يجاري المجتمع الجاهلي ثم يطالبنا بتعظيمه فلا ، ما قنعوا بالكتاب والسنة ، يريد أن يذهب يرسل ولده إلى روسيا ليكمل دراسته ، أو إلى امريكا ليكمل دراسته ، أو إلى النصيريين عند حافظ أسد ليكمل دراسته ، أو عند البعثيين عند صدام حسين - صدمه الله بالبلا - ليكمل دراسته ، وأعجب من هذا أنك تدخل إلى الضرائب ، أو الجمارك فربما تجد المدير هاشمياً أصبحوا لصوص جزاكم الله خيراً ، ارجعوا إلى كتاب الله ، وإلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - حتى تستطيعوا أن تبرزوا أما الناس ، لأنها المعاصي هي التي أذلتكم لسنا الذين أذللناكم ، فنحن لا نستحل دماءكم ولا أموالكم ولا أعراضكم والله المستعان .
--------------------
راجع كتاب المصارعة ( ص 133 إلى 135 ) .