إن كانوا يستجيبون للنصيحة سراً فهذا هو الذي ينبغي ، وإن كانوا لا يستجيبون فالرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ؛ وذلك أضعف الإيمان " .
وحديث أنك تنصحه سراً فإن وافق فتكل أمره إلى الله ، هذا الحديث أنا عندي أنه لا يصح ، لكن أنت إذا كلمت الناس في المجتماعات تخبرهم بأنك لست داعياً إلى فتنة ، ولست محرضاً للناس على الخروج ، لا بد أن تبين المنكر من أجل أن يُزال ، وتبين أنك لست داعياً إلى فتنة ، ولست محرضاً للناس على الخروج على الحكام ؛ فإن هذا ليس بوقت الخروج على الحكام ولكنك تتكلم من باب : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ؛ وذلك أضعف الإيمان " .
أما إذا تُرك البيان فمتى يرجع هؤلاء الحكام ؟! ، ويعجبني ما جاء وهي تعتبر نكتة عن الشيخ آدم المصري رحمه الله تعالى - مع قطع النظر أوافقه على كفر السادات أو لا أوافقه - يقوم في المسجد ويحمد الله ويثني عليه ثم يقول : وبدون تشهير ، وبدون تجريح ، السادات كافر ، وبعد هذا الناس إذا تكلم أحد في الحكام يهربون لأنه إذا جاءت المباحث تجمعهم جميعاً ، فيتبعهم بالمكرفون في الشارع السادات كافر ، الشيخ آدم هذا عنده غرفة الزنزانة أنظف منها أو أحسن منها وبطانيته على جنبه مستعد للسجن أي وقت يأخذونه لا يبالي والله المستعان .
فالنصح يكون سراً إذا علم أنهم سيقبلون ، أو علم أن النصح على المنابر سيثير فتنة ، أما إذا علم أنه ربما يزال هذا المنكر ، الحكومات لها جواسيس في المجتمعات الكبيرة فربما يبلغها وتخاف أن الناس ينتقدونها وتزيل هذا المنكر والله المستعان .
---------------
من شريط : ( أسئلة من السودان حول الخروج على الحكام )