الذي ننصحها به أن تصبر ولعل الله عز وجل أن يأخذ بقلب أبيها ويهديه ، وتدعو الله أن يهدي أباها ، ولا يجوز لها أن تتزوج بقاطع صلاة فإنه يعتبر كافراً على الصحيح من أقول أهل العلم ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن " هذا أمر .
أمر آخر : نخشى عليك أن تحبيه فتتأثري به ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً منتنة " .
ويقول الله سبحانه وتعالى : " ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً * يا ويلتي ليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً " .
ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قال قائل منهم إني كان لي قرين * يقول أإنك لمن المصدقين * أإذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أإنا لمدينون * قال هل أنتم مطلعون * فاطلع فرآه في سواء الجحيم * قال تالله إن كدت لتردين * ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين " فيخشى عليك يا أمة الله أن تتأثري به .
وقبل هذا لا يجوز الزواج به لأنه يعتبر كافراً ، فاصبري وادعي ربك سبحانه وتعالى فإنه لن يضيعك ، فهناك امرأة صالحة من فتيات عدن يأتي الخُطاب يَخطبون ، وتأبى أن تتزوج لأنها لا تراهم أكفاء من حيث الدين ، فقال لها أهلها : سنحبسك في هذه الحجرة لا تخرجي منها ، ولا نمكن أحداً أن يدخل إليك ، فرضيت بذلك ، وبعد ذلك أتى الرجل الكفء وتزوجت به ، وهي في حالة سعيدة مع ذالكم الرجل الصالح .
الرجل الصالح إن أحبك أكرمك ، وإن كرهك ما أهانك ، بخلاف أهل الدنيا ربما يضرب المرأة ضرباً مبرحاً فتذهب إلى أبيها فيردها ، وتذهب إلى كذا وكذا ، المهم تكره الحياة ، أقبح من هذا ما تدري إلا وقد قال : هو يهودي بن يهودي ما يطلقها إلا بمليون ، وبعد ذلك مشاكل مشاكل يا إخوان .
وحرام حرام على أولياء النساء أن يتحكموا فيهن ، فأنت تفتح على نفسك باب مشكلة إذا زوجت ابنتك أو أختك بمن لا ترغب فيه ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " الثيب أحق بنفسها ، والبكر تستأذن وإذنها صمتها " ، ما يجوز لك أن تزوج ابنتك أو أختك بمن لا ترغب فيه فاتق الله : " ما من راع يسترعيه الله رعيه ثم لم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة " ، ويقول أيضاً : " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " ، بل الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة " .
إن الرجل الصالح ، وإن طالب العلم إذا حصل منك تقصير في التربية أو في التعليم يكمل ما نقص ، ويرفع عنك مسئوليتة أمام الله تعالى والله المستعان