في هذه الأيام إنتشرت نساء شابات فاتنات في الأسواق يشحتن فيفتن الشباب ولا يتركن الرجل يذهب حتى يعطهن مالاً فما حكم هذا وما نصيحتكم للمسؤولين والعلماء نحو هذا المنكر ؟
هذا يعتبر منكراً ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " [ آل عمران : 104 ] .
ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا " [ النساء : 114 ] .
ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ " [ المائدة : 78و79 ] .
فهذا العمل يعتبر من أسباب الفتنة ، الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في الصحيح : " ما تركت فتنة أضر على الرجال من النساء " .
ويقول أيضاً : " ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن " .
وواجب على أهل العلم أن ينكروا هذا ، وهكذا أيضاً على المسئولين ، الواجب أن ينكر هذا من جميع المسلمين ، روى الإمام البخاري في < صحيحه > من حديث النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " مثل القائم والواقع فيها كمثل قومٍ استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها ، وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا مروا على من فوقهم ، فقالوا : لو خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذِ من فوقنا ، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا جميعاً " .
ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " [ الأنفال : 25 ] .
وما يدرينا أن يكون هؤلاء النسوة يبعثن من قبل شيوعيين أو بعثيين أو ناصريين ليفتنوا مجتمعنا المسلم الذي أثنى عليه النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، نعم إن هذا يحصل مسألة التشويه للدين بأي شيء ، ومسألة أيضاً فتنة الشباب بأي شيء يستطيعون أن يفتنوا الشباب ، وهكذا أيضاً تشويه الدين كون أن فتيات يأتين ويسألن هذا يعتبر نشويه للدين ، وقد فعل اليهود بأمريكا عند أن رأوا بعض النصارى وبعض الملاحدة يسلمون أرادوا أن يشوهوا الدين ، فماذا عملوا ؟ تزيوا بزي الإسلام ، وبزي الدعاة إلى الله ، عمائم وعصي ثم بعد ذلك يذهبون ويسألون على الأبواب ، يهود من أجل النصارى يحتقرون دين الإسلام ، ويقولون : هذا هو الإسلام إذن نحن ما نُسلم ، وهكذا يا إخواننا فربما هي خطة مدبرة من قبل أعداء الإسلام ليفتنوا شبابنا ، وليشوهوا ديننا .
فالواجب هو الإنكار على هؤلاء النسوة ، والواجب على المسئولين وهكذا أيضاً على العلماء فإن المسؤولية على العلماء عظيمة ، ينكرون في حدود ما يستطيعون ، ويزيلون هذا المنكر الذي يعتبر فتنة ، ويعتبر فساداً في الأرض ، والله المستعان .