أما الأناشيد الدينية بحيث لا تحصل فتنة ولا اختلاط فلا بأس ، ولا تشغل عن القرآن فقد وجد من هو حافظ للقرآن أو من هو داع إلى الله في المساجد وبعد أن تعلق قلبه بالأناشيد ضاع وماع ، وتفلت القرآن عليه .
فلا ينبغي أن يشغل بها ، لكن في بعض الأوقات لا بأس بهذا ، ثم إنها تكون للدفاع عن الإسلام ، يقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لحسان : " اهجهم وروح القدس معك " ، ويقول الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " إن من الشعر لحكمة " ، ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " لكلامك عليهم أضر عليهم من النبل " أو بهذا المعنى .
فالشعر والتغني لا بأس به لكن لا يشغل عن القرآن ، وأنا أقول : هل حافظ القرآن أفضل أم صاحب الأناشيد ؟ حافظ القرآن أفضل ، هل حافظ للسنة أفضل أم صاحب الأناشيد ؟ حافظ للسنة أفضل لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول في شأن القرآن : " الماهر بالقرآن من السفرة الكرام البررة ، والذي يقرؤه ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران " متفق عليه من حديث عائشة .
ويقول في شأن السنة : " نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها ثم أداها كما سمعها " .
أما التمثيليات فمحرمة لأنها مبنية على الكذب ، ولم تكن وسيلة من وسائل الدعوة على عهد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ويخشى أن يتناولها حديث ابن مسعود كما في ( مسند الإمام أحمد ) : " إن الله يبغض ثلاثة : إمام ضلالة ، ورجل قتله نبي ، أو قتل نبي ، وممثل من الممثلين " .
فالممثل يحتمل أن يراد به المصور ، ويحتمل أن يراد به التمثيليات المعروفة .
فالحمد لله وسائل الدعوة كثيرة لم نستطع أن نقوم ببعضها ، ولم نستطع أن نسد عُشر الفراغ والله المستعان .
السائل : ما الحكم إذا صحب الأناشيد ضرب الدف ؟
الشيخ : أرجو أن لا بأس بذلك ، والمحرمة هي الموسيقى ، الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " أعلنوا النكاح بالدف " أو بهذا المعنى ، وامرأة قالت : يا رسول الله إني نذرت إن ردك الله أن أضرب على رأسك بالدف ؟ فقال : " إن كنت فعلت فافعلي " ، ولو كانت معصية في ذلك الوقت لقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " لا وفاء لنذر في معصية " .
وإذا حصلت فتنة سواء كان المنشد رجلاً أو امرأة فلا يجوز ، وإذا كانت المرأة هي المنشدة ويسجل وينشر فهذا من الخضوع بالقول وهو يعتبر فتنة ، وينبغي أن تسأل المرأة أقرباءها هل يفتنون بصوت المرأة ؟ إذا كانت لا تدري أن الرجل يفتن بصوتها ، وهكذا هي ربما تفتن بصوت الرجل والله المستعان .