أما مسألة عالم فالذي يعلم بشيئ من العلم ولو في فن من الفنون يُبّرزُ فيه فإنك ترى الإمام الذهبي في < السير > يصف بعضهم بالعلامة وهو أخباري ليس لديه من العلم إلا السّير يعرفها .
وكذلك أيضاً لفظة شيخ لا يمنع أن تكون نسبية ، نحن الآن أصبحنا بالصحيح حثالة فنحن على قدر زمننا ، من مجتمعاتنا من لا يعلم عن دينه شيئاً ، فطالب العلم لا بأس بأن يطلق عليه نحن نطلق الآن على إخواننا الأفاضل بأنهم مشايخ إغاظة للمبتدعة ونذكر ما لديهم من المزايا وكأنك نضربهم بالسياط إذا أثنيت على إخوانك ، هذا يلقبه بأسد السنة ، وهذا يلقبه بأنه حكيم ، وهذا يلقبه بكذا وكذا ، نعم نلقبهم بهذا ونرفع من شأنهم لأن المبتدعة يصفونهم بأوصاف لا يتقون الله فيها ، فهم إذا جاء الداعي إلى الله سبحانه وتعالى من أهل السنة حذروا شبابهم ، وحذروا المجتمع ، ولو أمكن أن يقفوا على باب المسجد ويمنعوا الناس من الدخول إلى المسجد لفعلوا .
لفظة محدث عند المحدثين لا يطلق إلى على من حفظ المسانيد ، وحفظ الصحاح أو كذا ، لكن لا يمنع أن - كما ذكر هذا العراقي وغيره - فالمحدثون في زمن العراقي غير المحدثين في زمن البخاري ومع هذا أطلقوا على بعضهم بأنه محدث ، ولا بأس نحن الآن في هذا الزمن الذي قد طم الجهل وعم وأصبح الناس لا يعرفون عن السنة شيئاً ، والله إنني أعتبر دعوة أهل السنة أعتبرها آية من آيات الله ، انتشرت السنة في بلدٍ قد خيم فيها وعشش التشيع والتصوف عند إخواننا أهل حضرموت وأهل عدن وأهل تعز والحديدة التصوف ، وعندنا ههنا التشيع ، ثم بعد ذلك من فضل الله الفضل في هذا لله سبحانه وتعالى ، ليس بحولنا ولا قوتنا ولا بكثرة علمنا ولكن الفضل في هذا لله سبحانه وتعالى ، فتنتشر الدعوة لا حكومة تساندها ، ولا تجار أيضاً من اليمن يساندونها ، هذا تاجر صوفي يساند الصوفية ، وهذا شيعي يساند الشيعة وهكذا ، ما في إلا طلبة العلم أنفسهم الله الذي أقبل بقلوبهم فله الفضل والمنّة ، والحمد لله قد حقق الله الفضل الكثير مع التنفير .
أخُبرت عن بعض المخذولين من أبناء تهامة أنه يذهب إلى الحجاز ونجد ويقول : دعوة أهل السنة دعوة بدوية ما هي منظمة ، طيب وأنت يا مسكين ماذا عملت ؟! ، وهو من أتباع السرورية ، ماذا عملت يا مسكين ؟! ، أين دعوتك ؟! ، دعوة لجمع الأموال وأدخارها .
أُخبرت عن شخصٍ يقال له : أحمد الزوم الظاهر من ساكني باجل أن عنده خمسة باصات ، وأن عنده قدر خمس سيارات ، وهكذا يجمعون الأموال ، دعوة لصوصية .
تعجبني كلمة زائر من الزائرين من بريطانيا عاقل لما رأى حالتنا هذه وما نحن عليه قال : ربما هذا أحسن لكم ! ، لو أراد الله لصب عليكم الذهب صباً ، فربما هذا أحسن لكم ، فوالله إنه صادق ، ربما الأموال تسبب الخصام والفرقة فيما بيننا ، ربما يكون نشغل عن الدعوة والتعليم ، ربما يكون سبباً للتنافر والتقاطع والشغل عن الدعوة والله المستعان .
فنحن نحمد الله سبحانه وتعالى على هذه الحالة والله المستعان .
-------------
من شريط : ( أسئلة السلفيين من أهل صنعاء )