ماهو موقف السنى من الحرب التي تقع بين القبائل

الزيارات:
2869 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
ماهو موقف السنى من الحرب التي تقع بين القبائل على أراضي زراعية أو غير ذلك ؟
نص الإجابة:
الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن والاه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد :

الذي ننصح به الأخ السني أن يحرص غاية الحرص على الصلح بين إخوانه المتخاصمين أو المتقاتلين فإن الله سبحانه وتعالى يقول : " فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُم " .
ويقول : " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنْفَالِ قُلِ الأنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ " .
ويقول سبحانه وتعالى : " لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا " .
فينبغي أن يحرص على الصلح ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " ألا أنبئكم بأفضل من درجة الصوم والصلاة ؟ " أو بهذا المعنى ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : إصلاح ذات البين ، فإن إفساد ذات البين هي الحالقة " ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ربما تأخر عن الصلاة في أول وقتها من أجل الإصلاح بين الناس ، وكذلك أيضاً الصلح حتى بين المرأة وزوجها فإن الله يقول سبحانه وتعالى : " وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ" ، فينبغي أن يحرصوا على الصلح ، فإن لم يتيسر الصلح وكان ذا مال ممكن أن يحمل القضية ويقول : أنا أدفع مالاً لمن ترك كذا وكذا لأخيه ، فإن لم يستطع لا ذا ولا ذاك ؛ فالله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْء فَحُكْمه إِلَى اللَّه " ، ويقول : " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ " ، وإذا كان الفتن مسألة خصام وشجار ممكن أن ينضم إلى المجني عليه : " وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ " .
فإذا كان هناك قتل ومعلوم أن القبائل لا يحكمون الشرع ولا يؤاخذون الشخص بقدر ذنبه فإذا كان الأمر كذلك فننصح بارك الله فيكم ننصح بالإبتعاد عن هذا ، فالقبائل لا يتورعون ولا يؤاخذون العاصي أو المجرم بقدر ذنبه وأجرامه ، ننصحه أن يبتعد عن الفتن فهي تعتبر فتنة والله المستعان .
وإن كان بعضهم محقاً فإنهم لا يؤاخذون الشخص بقدر ذنبه ، نرشدهم إلى الصلح ثم التحاكم إلى العلماء ، فإن أبى بعضهم فهو يعتبر آثماً ويترك هذا أي الذي يأبى والله المستعان .

---------------
من شريط : ( أسئلة السلفيين في العدين )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف